دائماً ما يواجه اصحاب الشركات المصنفة كشركات B2B (خصوصاً الصغيرة والمتوسطة) تحديات في خلق محتوى مناسب يستطعيون من خلاله تحقيق اهدافهم الاستراتيجية والتي على رأسها تحقيق عوائد مالية مجزية تساعد في نمو الشركة وازدهارها. بسبب تلك التحديات دائماً هُم في تغيير مستمر للخطط الخاصة بإنتاج وكتابة المحتوى، تجدهم أحياناً يتجهون للتركيز على زيادة عدد المتابعين لحساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي او في أوقات أخرى تجدهم يسعون لرفع نسبة التفاعل مع منشوراتهم على تلك الوسائل او نشر اكبر عدد من التغريدات او المنشورات اما بشكل يومي او شبه يومي على مختلف منصات التواصل! هذا كله يندرج تحت ما يسمى بـ ”مؤشرات قياس الأداء – Key Performance Indicators KPI“.
ولكن السؤال البسيط الذي لابد من الاجابة عليه هنا، هل استراتيجية انتاج المحتوى والنشر والتواصل الاعلامي لشركات الـ B2B هي نفسها المتبعة لشركات الـ B2C …؟ هل ما يمكن انتاجه لشركات الـ B2C يكون ناحج ان تم انتاجه لشركات الـ B2B؟ وهل مؤشرات قياس الاداء التي يتم اتباعها لقياس أثر المحتوى هي نفسها تلك المستخدمة عند التعامل مع شركات الـ B2B؟
تابع المقال بالكامل وحتى النهاية وأنا واثق بأنك ستنهي قراءة المقال بفهم أعمق للتسويق الرقمي لشركات الـ B2B وماهي أفضل الاستراتيجيات التي يجب استخدامها عند كتابة المحتوى لشركات وكيانات الـ B2B.
ولكن قبل الاستطراد والحديث عن كتابة المحتوى والتسويق الرقمي لشركات الـ B2B، دعونا نتحدث قليلاً ونمهد للقارئ ما المقصود بشركات الـ B2B وشركات الـ B2C؟ وذلك ليستطيع اكمال قراءة المقال بدون أي لبس او غموض في هذه المفاهيم المهمة.
في عالم التسويق بشكل عام والرقمي بشكل خاص، هناك نوعان من الشركات، وهي كالتالي:
- شركات الـ B2C:
هذا النوع من الشركات المقصود فيه الشركات التي تستهدف الاشخاص العاديين (الافراد – Individuals) عند بيعها للمنتجات او الخدمات التي تقوم بتسويقها، وهي اختصار للكلمات الانجليزية (Business to Customers). مثلاً، شركة أمازون تستهدف الافراد في أغلب منتاجاتها كالكتب والادوات الكهربائية والمستلزمات المكتبية وغيرها العديد من المنتجات المعروضة على موقع شركة أمازون. كذلك شركة أبل ومايكروسوفت وأديداس ومرسيدس وغيرها من الشركات التي تستهدف الافراد غالباً عند تسويق منتجاتها. والفرد هنا المقصود به هو الشخص الذي يقوم بعملية الشراء لنفسه او احياناً يقوم بالشراء نيابةً عن غيره من الاشخاص الآخرين. - شركات الـ B2B:
اما هذه الشركات فهي تستهدف كيانات او شركات أخرى في مبيعاتها، وهي اختصار للكلمات الانجليزية (Business to Business). لتوضيح المسألة بشكل أفضل، لنأخذ المثال التالي: قد توجد شركة لديها نظام محاسبي قامت ببناءه وتطويره لتنظيم العمل المحاسبي في الشركات، لذلك عندما تقوم بالتسويق لهذا النظام المحاسبي، هي تستهدف الشركات الأخرى او الكيانات التي تحتاج هذا النظام لأنجاز اعمالها المحاسبية والمالية، فالاشخاص العاديين غالباً لا يحتاجون لبرنامج محاسبي.
في الحقيقة، احياناً قد توجد شركة تعمل على النوعين السابقين في نفس الوقت، مثلاً شركة أبل او مايكروسوفت او غيرها من الشركات الكبرى، قد تبيع منتجاتها للأفراد العاديين وقد تبيع منتجاتها كذلك للشركات والكيانات المهتمة بالحصول على منتجات او خدمات أبل او مايكرسوفت. وعلى أي حال ولتبسيط الموضوع، إذا كنت تستهدف الافراد العاديين الذين لا يمثلون كايانات وشركات عند شرائهم لمنتجاتك او خدماتك فأنت تعمل تحت مفهوم الـ B2C، أما ان كنت تستهدف في مبيعاتك الشركات والكيانات التجارية وكانوا الاشخاص الذين يتعاملون معك يمثلون تلك الشركات في العملية الشرائية فأنت بكل تأكيد تعمل في نظاق الـ B2B. ولا ننسى بأن العملية التسويقية هي عملية تستهدف ”الأشخاص“ عموماً، سواءً أكانوا أفراداً يمثلون أنفسهم أم يمثلون شركاتهم في عملية الشراء.
مجال التسويق الرقمي هو مجال واسع النطاق ومتشعب خصوصاً بعد الثورة الرقمية والانتشار الواسع للمحتوى على الانترنت وبالتحديد على وسائل التواصل الاجتماعي. لذلك، يعد فهم الفروق بين استراتيجيات التسويق الرقمي لشركات الـ B2B و الـ B2C أمر ضروري عند كتابة المحتوى لكي تتمكن من الوصول لاهدافك وتحديداً التأثير الايجابي في الفئة التي تريد استهدافها بمحتواك.
والمحتوى الذي ينفع لتسويق الـ B2C قد لا ينفع ابداً في تسويق الـ B2B، بل احياناً قد يعطي نتائج عكسية ويضر بشركتك ومبيعاتك بشكل كبير. ومع ان كلا النوعين يهدفان إلى تحويل الزبائن المحتملين (leads) إلى زبائن فعليين (customers)، فإن رحلة المشتري (Buyer’s Journey) في مجال الـ B2B هي رحلة معقدة وتحتاج صبر وجهد أكبر مقارنةً بالتسويق الرقمي لشركات الـ B2C.
دعونا الآن، نتعمق اكثر في فهم المحتوى الذي نريد انتاجه لشركات الـ B2B، حيث انك هنا تتعامل مع اشخاص لا يمثلون أنفسهم، فالزبون المحتمل (Lead) هنا هو عبارة عن شخص سيقوم بعملية الشراء نيابةً عن الشركة التي يعمل لصالحها او انه شخص مؤثر في اتخاذ قرار الشراء منك. لذلك عليك الأخذ في عين الاعتبار النقاط المهمة التالية عند التفكير بكتابة وانتاج المحتوى في تسويق الـ B2B:
- صنع القرار:
غالبًا ما يدخل في عملية تسويق الـ B2B اشخاص في الشركة المستهدفة من مستويات وظيفية متعددة، ومن تخصصات مختلفة كذلك. على سبيل المثال، عندما يكون لديك برنامج محاسبي وتريد تسويقه وبيعه على شركة مقاولات. فأنت حتماً لن تتعامل فقط مع مدير المتشريات في تلك الشركة! العملية ليست بهذه السهولة. بل سيدخل في عملية المفاوضات معك اشخاص من تلك الشركة من الاقسام التالية:- قسم المشتريات
- قسم الموارد البشرية
- قسم المالية
- قسم تقنية المعلومات
- ايضاً (قد يدخل في عملية المفاوضات نائب الرئيس او الرئيس)
هؤلاء جميعهم يسمون بأصحاب المصلحة (stakeholders)، وجميعهم مؤثرون في اتخاذ قرار الشراء واتمام الصفقة. لذا، يجب عليك فهم توجهات جميع هؤلاء ودراستهم بشكل جيد وذلك لكتابة و انتاج محتوى مناسب لهم، تستطيع من خلال هذا المحتوى اقناعهم بمنتجك او خدمتك التي تحاول بيعها لهم.
مثل هؤلاء لا يمكن اقناعهم البتة بتصميم يظهر منتجك بشكل لامع او أنيق على الانستقرام او سناب تشات او اكس (تويتر) او لينكد ان، كما يحدث في تسويق الـ B2C. ولكنك هنا انت بحاجة لنوع مختلف من المحتوى – سأتحدث عنه بعد قليل – يساعدك في اقناع مثل هؤلاء الاشخاص بمنتجك او خدماتك وذلك بهدف إتمام عملية الشراء منك.
- الوقت الذي تتطلبه عملية اتمام الشراء اطول:
اغلب عمليات تسويق الـ B2B هي عمليات تصنف على انها عمليات استثمار وتعهدات وإلتزامات طويلة الامد. وبناءً على ذلك، نجد ان اغلب الشركات لا تستعجل في اتمام صفقات الشراء في شركات الـ B2B، وذلك لأن هذا النوع من الصفقات ليست فقط مكلفة مالياً ولكن ايضاً تلزم الطرفين بالعديد من الشروط والاتفاقات التي تأسس لعلاقة طويلة الأمد.
لهذا السبب، الشركات وقبل شراءها اي منتج او خدمة من شركات أخرى خصوصاً اذا كانت الكلفة المالية تتجاوز ملايين الريالات، تقوم بتكوين لجان او اشخاص مسؤولين عن هذا الموضوع بالتحديد. هذه اللجان او الاشخاص عادةً مايقومون بعقد عدة اجتماعات داخلية وخارجية وربما زيارات متعددة، قد تستمر احياناً عدة اشهر (او احياناً قد تطول مدة المفاوضات لأكثر من سنة) قبل اتخاذ قرار الشراء وتوقيع العقد.
في احدى الدراسات التي اجرتها شركة SiriusDecisions (والتي تم الاستحواذ عليها في عام 2018م من قبل شركة Forrester Research)، وجدت أن متوسط زمن دورة المبيعات (اي الزمن اللازم لتوقيع اتفاق الشراء) لشركات الـ B2B يأخذ مدة 84 يومًا. خلال هذه المدة الطويلة لابد على الشركة التي تمثل الطرف البائع من انتاج محتوى مناسب للشركة التي تمثل الطرف المشتري وذلك لمحاولة اقناع المسؤولين في تلك الشركة بالمنتج او الخدمة المراد بيعها. وهي للامانة مرحلة هامة جداً وتحتاج رؤية واستراتيجية واضحة من قبل فريق انتاج وكتابة المحتوى، وذلك لأن الفوز بعقد مع تلك الشركة سيكون له عوائد مفيدة جداً مالياً ومعنوياًَ. - وضوح الفائدة او المنفعة التي سيقدمها المنتج او الخدمة للطرف المشتري:
اكثر عامل تركز عليه الشركة التي تنوي شراء منتجك او خدمتك هو العامل الذي يسمى ”بالعائد على الاستثمار (Return On Investment – ROI)“. هم ببساطة يريدون معرفة كيف يستطيع منتجك او خدمتك من زيادة ارباحهم وتحسين انتاجيتهم؟ هم لا يريدون ان ينفقون المبالغ الكبيرة على منتج او خدمة لا فائدة منها او القيمة التي سيضيفها المنتج او الخدمة لهم غير ذات جدوى. ومن هذا المنطلق، المحتوى الذي يدخل في تسويق الـ B2B لابد ان يكون واضحاً، وتحديداً في التطرق والحديث عن القيمة التي سيضيفها المنتج او الخدمة للشركة التي ترغب بالشراء.
بعد الحديث عن اهم العوامل التي لابد عليك من معرفتها عن التسويق في شركات الـ B2B، للننتقل للحديث عن نوع المحتوى الذي ينبغي عليك التركيز عليه وانتاجه عند التواصل مع الشركات او الكيانات التي تريد استهدافها بمحتواك وذلك لتحويلهم من زبائن محتملين (leads) إلى زبائن فعليين (customers) والتأثير عليهم بشكل ايجابي لكسبهم في عملية اتخاذ قرار يصب في صالح شراء منتجك او الخدمة التي تقدمها لهم.
إليك مجموعة من اهم الاستراتيجيات المهمة لكتابة وانتاج المحتوى في مجال تسويق الـ B2B:
- ركز على المحتوى العميق:
الاشخاص الذين تستهدفهم بمحتواك في تسويق الـ B2B هم اشخاص غير عاديين، أي انهم اما اصحاب قرار او انهم مختصين واصاحب نفوذ او مناصب قيادية في الشركة التي تريد ان يصل محتواك إليهم. هذا النوع من الاشخاص لا تشدهم غالباً المعلومات السطحية عن منتجك او خدمتك. المعلومات العميقة والتفصيلية لمنتجك او خدمتك هي ما يلفت أنتباههم بشكل اكبر، بل تجعلهم يبدون حرصاً متزايداً بما تود ان تعرضه عليهم.
لذلك وفي أغلب الأحيان، المحتوى العام والذي يتم نشره على شكل تغريدات او منشورات عامة تتحدث عن منتجك او خدمتك بمعلومات سطحية ترافقها صور عن منتجك او خدمتك لن تنال على انتباه هذه الفئة من الاشخاص تسويق الـ B2B. هذا بالطبع لا يعني ان تتوقف عن انتاج متحوى بسيط وجميل يعرض منتجك او خدمتك على منصات التواصل الاجتماعي. ولكن هذا النوع بالتحديد لا تجعله هو محتواك الرئيسي والاولوية لك.
ولكن ماهي اهم انواع المحتوى المناسب في تسويق الـ B2B؟ يتحدث عن ذلك سونجا جيفرسون و شارون تانتون عن اهم انواع المحتوى الذي يناسب تسويق الـ B2B في كتابهم (تسويق المحتوى القيم – Valuable Content Marketing)، حيث يذكرون الانواع التالية:-
- الابحاث واستبانات استطلاعات الرأي (Research and Surveys)
دائماً ماتكون الابحاث واستطلاعات الرأي مصادر مهمة جداً لإنتاج وكتابة محتوى مفيد للفئة المستهدفة. من خلال البيانات التي يتم الحصول عليها من الابحاث والاستبانات يمكن معرفة اهم المشاكل والتحديات التي تواجه الفئة المستهدفة، هذا يجعلك قادراً على كتابة وانتاج محتوى مدروس بشكل جيد يلفت انتباه من تريد الوصول إليهم في تسويق الـ B2B، ويجعلك تبدو أمامهم شخص اكثر فهماً لعالمهم الذي يعملون به. لهذا السبب، ينصح المختصين في مجال تسويق الـ B2B بعمل الابحاث والاستبانات على جمهورك المستهدف وطبيعة عملهم وذلك لتتمكن من خلق محتوى مفيد جداً ويساعدك في شد انتباه تلك الفئة لك ولمنتجاتك (او خدماتك) التي تحاول تسويقها. - الكتب الالكترونية والأدلة الارشادية (E-Books and Guides)
انتاج الكتب الالكترونية والادلة الارشادية من الامور الهامة التي تساعدك في ان تثبت لزبائنك المحتملين (leads) فهمك للموضوع الذي تريد مساعدتهم به، وانك على دراية بالموضوع بشكل جيد. وكتابة الكتب وانشاء دليل إرشادي مختصص ليس بالأمر السهل، وهو عمل يتطلب وقتاً وجهداً للقيام به، وهذا اثبات منك للفئة المستهدفة بأنك ليس فقط جاد بما تقوم به من عمل وانما كذلك خبير به وتستطيع مساعدتهم في المشاكل او التحديات التي يواجهونها. وغالباً، الكتب الالكترونية هي موجهه لجميع الفئات ومن ضمنها الفئة التي تريد استهدافها بالمحتوى. ومايميزها بأنه يسهل الحصول عليها وتحميلها من موقعك الرسمي او عن طريق ارسالها للفئة المستهدفة عن طريق الايميل او نشرها عن طريق منصات التواصل الخاصة بك. - الاوراق البيضاء (White Papers)
الاوراق البيضاء هي عادةً ماتكون موجهه لأصحاب القرار والمسؤولين في الشركات او الكيانات التي تستهدفها بمحتواك. الهدف من الاوراق البيضاء هو ان تظهر للفئة المستهدفة مدى فهمك للموضوع الذي تتحدث عنه في الورقة البيضاء. لذلك، تكون طبيعة الاوراق البيضاء هو التحليل بشكل مفصل للموضوع المراد تغطيته، وذلك من خلال الحديث عن اهم التوجهات او التطورات في ذلك الموضوع وماهي الفرص والتحديات التي يمكن الاستفادة منها في الموضوع محل النقاش. لايوجد طول معين للاوراق البيضاء، فبعضها قد تبدأ من 6 صفحات وبعضها الآخر قد تكون 50 او 60 صفحة. طبيعة الموضوع ونوع الفئة المستهدفة هي من تحدد طول الورقة البيضاء. بالنسبة لتسوق الـ B2B تعتبر الاوراق البيضاء من اهم المحتوى التسويقي الذي يتم التركيز عليه. - الكتب المنشورة (Published Books)
اخيراً، الكتب المنشورة، وهي مشابهه للكتب الألكترونية، ولكنها تكون مطبوعة ويتم توزيعها على الفئات المستهدفة او حتى توجد في المكتبات التجارية او العامة. الكتب المنشورة هي اداة قوية جداً لإثبات خبرتك في المجال او الموضوع المطروح في الكتاب. يقول سايمون براون – احد اشهر مستشاري الاستثمار ، ومشارك في تأليف كتاب الاسرار السبعة للمال The 7 Secrets of Money – عند حديثه عن سبب تأليف كتاب الاسرار السبعة للمال: (أردنا أن يكون الكتاب عبارة عن بطاقة عمل من النوع الثقيل – We wanted the book to be a big fat business card). وجميعنا يعلم ان الاشخاص في عالم المال والاعمال وعند لقاءهم لأول مرة يقومون بتبادل بطاقة الاعمال (Business Card)، ومن هذا المنطلق يعتبر السيد براون بأن الكتاب هو مشابه لبطاقة العمل (Business Card) ولكن بطاقة عمل من نوع أكبر وأكثر اقناعاً ويبين للطرف الآخر مدى تمكنك ومعرفتك واطلاعك على الموضوع الذي يتحدث عنه الكتاب.
- الابحاث واستبانات استطلاعات الرأي (Research and Surveys)
-
- الصفحة الرئيسية لموقعك هي كل شي:
بما انك شركة وكيان قائم إذاً لابد انه يوجد لديك موقع إلكتروني على شبكة الانترنت، تعرض فيه معلومات عن منتجك او خدمتك التي تريد التسويق لها وبيعها. الصفحة الرئيسية لموقعك وهي التي تمثل اول صفحة يصل لها الزائر وتسمى باللغة الانجليزية بالـ Landing Page وهذا يعني باللغة العربية ”صفحة الهبوط“. (شخصياً، لا أجد ان ترجمة صفحة الهبوط هي الترجمة المناسبة لتداولها باللغة العربية، فما يمكن ان يكون مناسباً باللغة الانجليزية قد لا يكون مناسباً باللغة العربية، لذلك أفضل استخدام ”الصفحة الرئيسية“ بدلاً عن صفحة الهبوط، وذلك لأن الصفحة الرئيسية هي اول صفحة يدخل عليها الزائر عند وصوله لموقعك).
لابد لك من الاهتمام بشكل كبير بالصفحة الرئيسية لموقعك، وان تصممها بعناية فائقة، فكل ماتعرضه في الصفحة الرئيسية من نصوص وصور وفيديوهات تأكد بأنه سيؤثر تماماً على كسبك لزبائن جدد. لا تضع ابداً أي محتوى او صورة او فيديو في الصفحة الرئيسية إلا بعد ان تعرف ماهي الفائدة المرجوة منه وكيف سيساعد هذا المحتوى في تحويل زائر موقعك لزبون محتمل ومن ثم لزبون فعلي.
العديد من الشركات المحترفة تخصص فريق تصميم عالي المهارة لدراسة كل جوانب الصفحة الرئيسية، لانها صفحة ستؤثر حتماً على كسب زبائن جدد لتجارتك. ومن هذا المنطلق، إذا لم تكن لديك المهارات اللازمة ولا الخبرة الكافية لتصميم ”الصفحة الرئيسية“ لموقعك، لابد لك من الاستعانة بخبير في هذا المجال يساعدك بإخراج الصفحة الرئيسية بأفضل شكل بعد الاخذ في الاعتبار كل العوامل التي تساعد في تحويل زوار موقعك لزبائن محتملين (leads) ومن ثم زبائن فعليين (customers). - أثبت لهم نجاحك:
الاشخاص الذين تطرقنا لهم في نقطة ”صنع القرار“ في الاعلى مثل مدير الموارد البشرية ومدير تقنية المعلومات وغيرهم من المسؤولين في الشركة التي تستهدفها بمحتواك، وكما ذكرنا سابقاً هم عبارة عن اشخاص لا يهتمون غالباً للتصاميم الجميلة والفيديوهات الرائعة التي تنشرها على منصات التواصل المختلفة، هم في الواقع يبحثون عن ما إذا كان منتجك (او خدمتك) تساعدهم في حل مشكلة تواجههم وان ماتقدمه لهم سيساعدهم في الرفع من ارباحهم.
لذلك من المهم ان تركز في محتواك على التطرق لقصص نجاحك السابقة والحالية، وكيف استطاع منتجك (او خدمتك) من مساعدة شركات او كيانات أخرى وحل مشاكلهم والرفع من ارباحهم. مثل هذا المحتوى يعتبر هام جداً ومقنع لدرجة كبيرة بالنسبة للفئة التي تستدهفها بمحتواك. لذلك انتاج وكتابة محتوى يثبت نجاحك يعد احد النقاط الجوهرية لضمان اقناع الاشخاص في تلك الشركات. استخدم كلام وعبارات زبائنك وعملائك السابقين والحالين التي تثبت رضائهم عن منتجك (او خدمتك)، كذلك استخدم الرسومات البيانية التي تبين الاثر او الفارق الذي صنعه منتجك وكيف انه مختلف عن الحلول الاخرى المتوفرة في السوق.
تذكر وان تكتب المحتوى في تسويق الـ B2B، بأن من يقرأ لك هو شخص على دراية واسعة بما تقدمه من خدمات وليس من السهل اقناعه بالمحتوى السطحي، ولكن في نفس الوقت هذا الشخص توجد لديه مشكلة يريد منك المساعدة في حلها.
ايضاً، ان كنت حاصل على جوائز او شهادات من جهات قوية ومعتبرة، لا تنسى التحدث عنها مع زبائنك المحتملين (leads)، وذلك لكون الناس غالباً تثق في الجوائر والشهادات الممنوحة من الجهات ذات المصداقية، لذلك يعتبر حصولك على جائزة او شهادة من احدى الجهات المعتبرة ورقة رابحة جداً لك وستساعدك في كسب المزيد من الزبائن الجدد، وستجعل زبائنك الحالين يثقون بك ويرغبون بالاستمرار معك لفترة أطول. - الاستمرار في التوصل عن طريق الايميل بمحتوى يناسب الفئة المستهدفة:
من المهم جداً ان تبقى على تواصل مع الزبون المحتمل (lead) وان لا تقطع التواصل معه ابداً. فقد يكون اليوم ليس على قناعة تامة بمنتجك او انه غير جاهز لكي يصبح احد زبائنك (customer)، ولكنه قد يكون كذلك في المستقبل القريب. لذلك عليك بوضع استراتيجية للتواصل مع الزبائن المحتملين وانشاء محتوى مناسب لهم يساعد في لفت انتباههم بشكل جيد، وتذكر دائماً بأن الفئة التي تستهدفها في عالم تسويق الـ B2B هي فئة غير عادية وتحتاج منك محتوى يناسب مايبحثون عنه من معلومات تساعدهم في حل المشاكل التي يواجهونها.
جلسوك اليوم مع فريق اعداد المحتوى لديك وتحديد أولوياتك هو امر ضروري جداً، وذلك لأن الاستراتيجية الواضحة والمفيدة هي من تحدد لك مسار العمل والخطوات اللاحقة. وركز في محتواك دائماً على المحتوى العميق، لأنه أكثر تأثيراً في جمهورك المستهدف. ولكن هذا لا يعني ان تتجاهل الرسائل الاسبوعية او شبه اليومية التي يجب عليك بثها من خلال منصات التواصل المختلفة.
وان كنت تعمل في مجال التسويق لشركات الـ B2B لا تجعل اكبر همك هو كم عدد مرات الاعجاب بمحتواك او عدد المتابعين او عدد مرات المشاركة لمتحواك، فالفئة التي تستهدفها هي فئة مشغولة جداً ولا يوجد لديها وقت كبير لمتابعة منصات التواصل الاجتماعي بشكل يومي، فأنت لست نادً جماهيري او منصة ترفيه او منصة اخبار لكي تبحث عن التفاعل الكبير مع كل منشور تقوم بنشره على منصات التواصل الاجتماعي، ولكن اهتم بشكل اكبر بعمق الرسائل التي تريدها ان تصل للاشخاص المعنيين بالأمر الذي تريد التوسيق له.
ماسبق لا يعني البتة اهمال المحتوى الاسبوعي او شبه اليومي لك، والذي يعكس صورة جميلة عن شركتك ويوصل اخبارك للعالم من حولك، ولكن اعرف اولوياتك وحدد اهدافك وخصص لكل هدف محتوى خاص به يساعدك في نمو شركتك وتحقيق الاهداف المرجوة.