يستخدم مئات الملايين من البشر منصات التواصل الاجتماعية والتطبيقات الالكترونية يوميا، ويرسلون من خلالها مليارات الرسائل ويجرون كذلك مليارات العمليات الرقمية. وفي خضم كل هذا يهمل عديد منهم خصوصيات معلوماتهم التي يضعونها أو يتبادلونها على الانترنت.

لن يجد لص المعلومات أو حتى الفضوليين الآن صعوبة في معرفة كل تفاصيلك وحياتك اليومية منذ استيقاظك من النوم في الصباح الباكر حتى خلودك للنوم ليلا، وذلك من خلال زيارة صفحاتك على وسائل التواصل الاجتماعية، سواء على تويتر أو فيس بوك أو انستقرام أو سناب شات أو غيرها من البرامج والتطبيقات التي تستخدمها بشكل يومي أو مستمر. فلا تستغرب عزيزي القارئ إن تحدث معك شخص غريب في مكان عام وأخبرك بأنك تملك السيارة الفلانية وأنك تسكن في المكان الفلاني، وأن أصحابك هم فلان وفلان، وأن راتبك الشهري يبلغ كذا، وأن مكان قهوتك المفضل هو المكان الفلاني، وأصبح يسرد لك المعلومة تلو المعلومة وأنت في دهشه وانبهار!

وما سيفاجئك أكثر هو أن هذا الشخص لم يتصل على مركز الشرطة لمعرفة كل هذا عنك، بل اطلع على ما تكتبه وتنشره عن نفسك في وسائل التواصل والتطبيقات الأخرى التي تستخدمها.

في مقال منشور على موقع ASecureLife المتخصص في حماية الممتلكات من منازل وغيرها، تمت الإشارة إلى أن الانترنت أصبح من أكثر الوسائل المستخدمة لمطاردة وتعقب الأشخاص، بغية سرقتهم أو الإضرار بهم بشكل عام، وعديد من المقالات والتقارير تعد وتنشر بخصوص أن وقائع سرقة وابتزاز وتهديد وقتل وغيرها من الجرائم كانت بسبب معلومات وضعها أصحابها على الانترنت، لذلك يجب أن يكون لدى المستخدمين وعي كامل بالأضرار والمخاطر الممكن أن تلحق بهم جراء وضع معلوماتهم على الانترنت، سواء على حياتهم أو أبنائهم أو ممتلكاتهم أو وظائفهم أو غيرها.

ويجب أيضا فهم آلية عمل خصوصية كل موقع يشترك فيه المستخدمون، وكيف يقوم هذا الموقع بمشاركة معلوماتهم واستغلالها والاستفادة منها. ويجب أيضا على كل من كان مسؤولا عن الأطفال تنبيههم وتوعيتهم عن أضرار مشاركة المعلومات على الانترنت ومراقبتهم إن لزم الأمر.

عالم الانترنت بحر لا ساحل له، والخدمات المقدمة من خلاله لا حصر لها، ولعل المتابع للأخبار التقنية اطلع على كيف أن شركات كبرى وموثوقة ولها سمعتها مثل قوقل وفيس بوك تجمع معلومات المستخدمين وتتابعهم لمعرفة كل ما يقومون به، وأغلب ذلك يجري عن طريق تزويد المستخدم لهم بمعلوماته، سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، فما بالك عزيز القارئ ببقية الشركات غير المعروفة أو الأشخاص غير المعروفين، فالانترنت أرض تجمع الكل ولا تستثن أحدا من احتياطاتك، سواء الصالح منهم أو غيره.

يجب على المستخدمين:

    • الانترنت أكثر الوسائل المستخدمة لمطاردة وتعقب الأشخاص
    • بهدف سرقتهم أو الإضرار بهم أو ابتزازهم
    • المعلومات نشرها المستخدمون على التطبيقات طواعية دون وعي كاف
    • فهم آلية عمل خصوصية كل موقع وكيف يستفيد من معلوماتهم
    • تنبيه الأطفال وتوعيتهم عن أضرار مشاركة المعلومات على الانترنت ومراقبتهم إن لزم الأمر
    • لا أحد مستثنى من أخذ الاحتياطات

أترك تعليق