من منا لا يريد أن يكون شخصاً ناجحاً في الحياة، سواءً على المستوى المهني أو المستوى الشخصي!؟
لذلك يسعى كل شخص طموح للعمل على تطوير نفسه ليس فقط بشكل مستمر وإنما كذلك بكل عزيمة واصرار!
ولكن يلجأ البعض لطريقة خاطئة عندما يريدون أن يطوروا من أنفسهم! ومع مرور الوقت يكتشفون فشل هذه الطريقة، بسبب عدم حصولهم على أي نجاحات أو حتى عدم وصولهم إلى أي نتائج مرضية!
بل هذه الطريقة هي أسرع وصفة للإحباط!
ولكن ماهي هذه الطريقة، ولماذا يجب علينا الابتعاد عنها؟
في الحقيقة، رحلة الانسان لتطوير نفسه أو ما تسمى عند المختصين في الموارد البشرية رحلة “التطوير الشخصي- Personal Development”، هي رحلة مليئة بالتحديات ليس مع النفس فقط، وانما كذلك مع كل محيطنا الذي نعيشه فيه!
وأكبر خطأ يقع فيه الشخص عندما يريد أن يطور من نفسه وسيكون بمثابة إعلان فشله من البداية هو “فخ مقارنة نفسه بالآخرين“!
نجاح (س) من الناس في مجال ما، ليس بالضرورة أن يكون هو مسار نجاحك! وفشل (ص) من الناس في تخصص ما، لا يعني فشلك في ذلك التخصص!
لكل إنسان ظروفه الخاصة، والاشخاص بطبيعتهم يختلفون في القدرات والامكانيات والمواهب، فأنت لست نسخة من أحد! ولا ننسى بأن الوقت والمكان والعديد من العوامل الآخرى قد تلعب أحياناً لصالحك أو في أحيان أخرى قد لا تخدمك كما خدمة غيرك!
ولكن تأكد دائماً وكن واثقاً بالله أولاً ثم بنفسك بأن لك مساراً خاصاً بك أنت فقط، وأنت من يصنع هذا المسار بعد التوكل على الله وبذل الأسباب، ولا تكثر الإلتفات والتدقيق في نجاحات الآخرين إلا في حالة واحدة فقط، وهي ان يكون الغرض منها هو الاستفادة والتحفيز والإلهام وليس المقارنات والتحديات!
تذكر بأن النجاح ليس بمسابقة تقاس بمقارنة نفسك مع الآخرين، بل هو تحسين مستمر لأدائك الشخصي بدون ان ترهق نفسك بالتفكير بالآخرين، ركز على تطوير نفسك، ولا تستعجل النتائج، وستصل حتماً في يومٍ من الأيام لأهدافك بإذن الله.
وكما يقول المثل الشهير “الشيء الوحيد الذي يجب أن تكون أفضل منه هو نفسك بالأمس”، أي أنظر لنفسك اليوم وقارنها بنفسك بالأمس!؟ هل قمت بتطويرها للأفضل أم لا؟ هل مازلت تضيع الوقت؟ هل ما لديك من مهارات اليوم هي نفسها اللي اكتسبتها قبل خمس او عشر سنوات!؟ هذا النوع من المقارنة مع النفس سيجعلك تعيد حساباتك بشكل شفاف وصادق، وسيدفعك حتماً لإتخاذ قرارات التغيير والتطوير الايجابية.
لا ترهق كاهلك بالنظر كثيراً في نجاحات الآخرين، ولا تنظر لمن هو في المرحلة رقم 10 وتقارن نفسك به عندما تكون بالمرحلة رقم 1، مثل هذه المقارنات سترهق روحك كثيراً، وتجعلك عرضةً للضغط النفسي والفشل بسبب الشعور باليأس والإحباط!
بارك للناجحين والمميزين إنجازاتهم وتمنى لهم الخير، واعمل على تطوير نفسك وامضي في طريقك، وستحتفل بنجاحك بإذن الله في يومٍ من الايام مهما طالت المدة ولكن بشرط الاستمرار والجد والاجتهاد وعدم استعجال النتائج!