هل سبق وأن جلست أمام شاشة جهازك تريد ان تبدأ بالكتابة – (أياً كان نوع هذه الكتابة سواءً كتابة بحث او مقال او خبر او تقرير، … إلخ) – او أردت ان تكتب بعض الافكار او المقترحات او تقوم بشكل عام بعمل يتطلب افكار جديدة وابداعية، ولكنك جلست تطيل التحديق في شاشة الجهاز بدون أن تستطيع البدء في الكتابة ولو حرفاً واحداً أو تبدأ بالعمل الذي تريده!؟ هذا التحديق او النظر في الشاشة بدون ان تستطيع البدء بالكتابة او العمل الابداعي قد يستمر دقائق! وقد يستمر أحياناً لساعات، وربما يستمر لعدت أيام أو أسابيع!
إذا حدث معك هذا الأمر، ومررت بهذه الحالة والتجربة فأنت بلا شك تأثرت بما يطلق عليه مجتمع الكُتَّاب (Writers) مجازاً بمتلازمة الشاشة السوداء! او ما تسمى باللغة الانجليزية (!Black Screen Syndrome). ولكن لا تقلق، فأنت لست الوحيد، العديد من الاشخاص يواجهون نفس الشي، وخصوصاً من يكتب بكثرة او يقوم بإنتاج الاعمال الابداعية والمحتوى بشكل عام!
قبل الاستطراد في الحديث عن أسباب هذه المشكلة وكيفية التعامل معها بالطريقة الصحيحة والتغلب على التحديات التي تفرضها عليك، دعونا أولاً، نعرف بشكل واضح ماهي متلازمة الشاشة السوداء!؟
ببساطة، متلازمة الشاشة السوداء (كما يصفها الكُتَّاب) تحدث عندما تجلس امام شاشة جهازك محدقاً بها بدون أن تستطيع البدء بالكتابة والعمل، وانما تنظر لها فقط ولا تعرف كيف تبدأ أو من أين تبدأ! ينتابك حينها شعور بأن مخك يكاد يخلو من أي فكرة عن الموضوع الذي تريد الكتابة والحديث عنه او النقطة التي تريد العمل عليها، وأنك غير قادر على ربط الأفكار ببعضها البعض بشكل منطقي! يمكن أن يحدث ذلك لأي شخص، سواء كان طالبًا، أو موظفًا، أو كاتباً، أو باحثاً، أو مؤلفاً، أو مُصمماً أو حتى فنانًا. الشعور بالعجز عن البدء بالعمل أمام الشاشة يمكن أن يكون محبطًا للغاية – خصوصاً إن طال لعدة أيام أو أسابيع – ويؤثر سلبًا على الإنتاجية والثقة بالنفس!
متلازمة الشاشة السوداء قد تكون من أكبر العوائق التي تمنعك من أن تكون شخصاً منتجاً أو مبدعاً ومنتجاً للمتحوى والافكار. هذا المقال لن يوضح لك فقط كيفية تأثير هذه المشكلة على إنتاجيتك، ولكن أيضاً سيقدم لك حلول عملية للتعامل معها والتغلب عليها. في هذا السياق يقول الكاتب الامريكي المشهور ستيفن كينق (Stephen King):
اللحظة الأكثر رعبًا هي دائمًا اللحظة التي تسبق البداية
The scariest moment is always just before you start
في عصرنا هذا أصبح جهاز الحاسب الآلي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية – (حتى أنه قل في هذا الزمن استخدام الورق للكتابة والتدوين!). وسواءً كنت تعمل من المنزل (عن بعد) او تذهب لمقر عملك، أو تدرس في المدارس والجامعات حضورياً او عن بعد، فإن شاشة جهاز الحاسب او شاشة جوالك هي الوسيلة الرئيسية التي تتفاعل من خلالها مع العالم. ولكن، ماذا يحدث عندما تجد نفسك جالسًا أمام الشاشة، محدقًا في ظلامها، عاجزًا عن البدء في العمل أو إنجاز المهام؟ بالطبع لمثل هذا الأمر تبعات لعل من أهمها:
- التشتت وفقدان التركيز: الشعور بالعجز أمام الشاشة وبعدم القدرة على التفكير وبدأ العمل يمكن أن يؤدي إلى تشتت كبير، حيث يجد الشخص صعوبة في التركيز على المهام المطلوبة. وبالتالي سيؤثر ذلك حتماً على الانتاجية إما بإنخفاض جودة العمل او ببطء تسليم الاعمال المطلوبة منك! وكلاهما أمر مزعج، لن يقبل به الشخص الذي يريد أن يكون منتجاً ونافعاً.
- التأجيل والتسويف: بسبب الشعور المزعج بالعجز عن بدأ العمل وترتيب الأفكار، قد يلجأ الشخص إلى تأجيل المهام الصعبة أو المهمة، مما يزيد من تراكم الأعمال والضغط النفسي. وهذا أمر لن تكون له عواقب نفسية فحسب بل سيكون له تبعات على عملك، ورضاء مديرك او المسؤول عنك وعن ماتقدمه من عمل وانتاج متوقع منك. ومن يجعل التسويف والتأجيل عادة له، سيصطدم بلا شك بعدد كبير من التحديات التي ستثقل كاهله وتدخله في دوامة غير منتهية من المشاكل!
- انخفاض جودة العمل: حتى عندما يتمكن الشخص من البدء في العمل بعد مرور عدة ساعات او ايام، فإن جودة العمل قد تتأثر بسبب التوتر والقلق المرتبطين بمتلازمة الشاشة السوداء، حيث ان المطلوب منه الآن إما تسليم العمل بشكل عاجل، او بجودة عالية لا يتسطيع الإلتزام بها بسبب اما ضيق الوقت او محدودية الامكانيات! وهذا سيجعل الاعمال التي تخرج من تحت يديه غير مرضية بل وقد تكون غير مرغوبة ويتم الاعتذار منه عن قبولها إما بطريقة لبقه او احياناً بطريقة قاسية إن كان مديره من النوع الصارم.
- التأثير على الصحة النفسية: لعلك بعد قراءة النقاط الثلاث السابقة، أدركت كيف يمكن لمتلازمة الشاشة السوداء أن تؤثر على الصحة النفسية لمن لا يستطيعون التعامل معها بالشكل الصحيح او تجاوزها بنجاح! هذا الشعور المستمر بالعجز اما الشاشة وعدم المقدرة على البدء بالعمل والتحديق المستمر بها، قد يؤدي إلى الإحباط والاكتئاب، مما يزيد من تعقيد الأمور. هذا كله بسبب التشتت وفقدان القدرة على التركيز وتراكم الاعمال بسبب التأجيل والتسويف، أضف على ذلك إنخفاض جودة العمل الذي تطرقنا له بالنقطة السابقة. كل هذه الامور مجتمعة بكل تأكيد ستؤدي إلى إرهاق الشخص نفسياً، والتي قد تسبب له في أمور غير محمودة، تصل عند البعض إلى تغيير مجال عمله – إن لم يعرف أن يتعامل مع موضوع متلازمة الشاشة السوداء بالشكل الصحيح!
بعد معرفة التبعات التي يمكن أن يقع فيها أي شخص بسبب متلازمة الشاشة السوداء، لنتحدث قليلاً عن أهم الاسباب التي تؤدي لهذه الحالة، والتي قد يقع في العديد من الاشخاص ولكن بدون ان يكونوا على وعي بها او غير مدركين أنهم بذلك يعرضون أنفسهم لمتلازمة الشاشة السوداء، ومن أهمها:
- البحث عن الكمال: بعض الاشخاص الذين يريدون أن يكون عملهم كاملاً ومتقناً ولا يقبل أي خلل او أي زلة ومن اول مرة، هم عُرضه لمتلازمة الشاشة السوداء كما يصفها من يعمل في مجتمع الكتابة والافكار والفنون، فتجده يقف طويلاً ويقضي الساعات الطوال لكي يكتب عدة كلمات بدون اي تقدم كبير، كل ذلك نابع من أنه يريد أن يكتب أفضل ما يمكن وبدون أي خلل أبداً ومن المرة الأولى! هذا النوع من الاشخاص يطلق عليهم باللغة الانجليزية (Perfectionists) وهم الباحثين عن الكمال، وهم في الواقع أشخاص مميزين ولديهم امكانيات كبيرة، ولكنهم يحصرون انفسهم ويقللون من انتاجهم، وقد يأجلون العديد من الاعمال او حتى يلغونها بسبب بحثهم عن الكمال، وهذا الأمر مرهق لهم ولمن يعمل معهم!
- التدفق الكبير للمعلومات: أغلب الناس يقضي ساعات يومه متنقلاً بين مختلف التطبيقات والبرامج، بل وشاشات التلفاز ايضاً، معرضاً نفسه لكمية كبيرة من المعلومات المتنوعة والمختلفة وفي عدة مجالات مابين علوم ومعارف وسياسة وفن ورياضة وطقس وغيرها. هذا التعرض الكبير للمعلومات وهو ما يسمى بالـ (Information Overload) هو في الواقع مرهق للذهن والتفكير، ويجعل الانسان غير قادر بعد كل تلك الساعات التي قضاها في متابعة مختلف البرامج والتطبيقات والمعلومات من أن يفكر بطريقة منطقية او يقوم بتوليد الافكار بطريقة سلسة، بسبب أن ذهنه مرهق وبل احياناً يكون مشتتاً وغير قادر على التركيز، وربط المواضيع ببعضها البعض!
- نقص المعلومة او عدم وضوحها: من احد اهم الاسباب التي قد تجعلنا عُرضة لمتلازمة الشاشة السوداء هو نقص المعلومة او عدم وضوحها. البعض قد يحضر اجتماع وقد يقوم رئيسه في ذلك الاجتماع بطلب معين ويكلفه به، ولكن بعد انتهاء الاجتماع، يعود هذا الشخص لمكتبه، ويجلس امام شاشة جهازه لا يعلم كيف يبدأ او من أين يبدأ بسبب انه إما لم يفهم المطلوب بشكل جيد، او المعلومة التي وصلته ناقصة وانها لا تكفي لكي يبدأ العمل بالطريقة الصحيحة.
هذا المقال، ليس مقالاً طبياً لمعالجة متلازمة الشاشة السوداء، وكما ذكرت في بداية المقال ان مجتمع الكُتَّاب يطلقون عليه مجازاً متلازمة الشاشة السوداء، لذلك النصائح المقدمة هنا ليست نصائح طبية البتة، ولكنها مقترحات مفيدة، لكيفية التعامل مع الحالات التي يشعر الشخص فيها أنه غير قادر على البدء في الكتابة او توليد الافكار عند جلوسه أمام شاشة الجهاز، كون هذا الأمر يتعرض له أغلب من يعمل في مجال الكتابة أو إنتاج الافكار الابداعية والعصف الذهني، ولهم طرق متعددة في التعامل معه والتغلب عليه، سنذكر هنا أهمها، وهي كالتالي:
- الاطلاع على نماذج عمل سابقة: هذا الطريقة تعتبر أكثر الطرق فائدةً في فك عقدة البدء بالعمل، وسأذكر مثالاً عليها للتوضيح. تخيل أنك تعمل مصمم رسومات في احدى الشركات، وقام رئيسك في العمل بطلب تصميم اعلاني لأحد المنتجات او الخدمات المهمة التي تنوي الشركة اطلاقها في الاسواق قريباً. ولكن في هذه المرة، كان طلب رئيسك هو أن يكون التصميم مميزاً ويحاكي تصاميم أعرق الشركات المنافسة لكم بل ويتفوق عليها. بعد حديثك مع رئيسك وفهم المتطلبات، ذهبت وجلست أمام شاشة جهاز كمبيوترك ولكنك جلست تحدق فيه لا تعلم كيف تبدأ او من أين تبدأ! حيث أن الطلب هذه المرة في غاية الاهمية والمتوقع منك هو تقديم عمل كبير ومنافس لكبرى الشركات في السوق، مع العلم بأن جميع عملك السابق كان على تصميم اعلانات بسيطة او متواضعة، وهذا ما تسبب في زيادة الضغط النفسي عليك! ولكن ماهو الحل! بالطبع، عليك أن لا تطيل التحديق في شاشة جهازك وتنتظر لحظة الإلهام أن تنزل عليك، بل بادر بفتح متفصح الانترنت، وأبدأ بالاطلاع على نماذج عمل الشركات الاخرى المختلفة على تصاميم مشابهه للخدمة او المنتج الذي تنوي عمل التصميم له. وأنت تبحث وتستكشف في التصاميم المختلفة والتي يوجد منها الالاف بل ملايين التصاميم يمكن اقتباس العديد من الافكار والمقترحات التي ستساعدك بلا شك، في البدء بعملك وتمهيد الطريق لك لإخراج تصميم مميز يليق بالمنتج او الخدمة التي تنوي شركتكم اطلاقه. الاطلاع على نماذج الاعمال السابقة، لا يختص بالتصميم فقط، بل في كل المجالات. في الكتابة يمكنك الاطلاع على نماذج كتابات سابقة وقراءتها بتمعن ودراستها للتتمكن من الخروج بأفكار جميلة تساعدك في أن تبدأ عملك بدون أن تطيل التحديق بشاشة سوداء لا تعرف ماذا تصنع بها، ولن تقودك لأي مكان!
- قراءة الكتب والصحف والمجلات وغيرها من المنشورات: البعض يجهل أن أجمل الافكار او اكثرها ابداعاً قد تأتي عند قراءتك لما كتبه غيرك! لنأخذ هذه المرة مثال الأبحاث لتوضيح هذه النقطة بشكل أفضل. لنفترض أنك باحث في تخصص علوم الحاسب الآلي – تخصص قواعد البيانات وبالتحديد كيفية تحسين سرعة استرجاع البيانات من قواعد البيانات، وتريد فكرة بحثية يمكنك العمل عليها. الحل هنا ليس بفتح شاشة الجهاز والتحديق بها او ان تقوم بمحاولة عصر ماتملكه من افكار بمخك عن هذا الموضوع! هذه الطرق لن تجدي نفعاً البتة! وسيظل مؤشر لوحة المفاتيح ينتظرك بدون أي جدوى! ولكن عليك اولاً، قراءة عدد كافٍِ من الكتب والمجالات والمقالات وتصفحها وتدوين الملاحظات المفيدة التي من المؤكد بأنها ستساعدك في تكوين تصور مفيد وفكرة ابداعية جديدة قد تكون انطلاقه ملهمة لك تساعدك في البدء بعملك والكتابة بشكل سلس ومستمر.
- الحديث مع اصحاب الخبرة والاختصاص: دائماً مايكون الحديث مع الاشخاص المختصين وذوي الخبرة في مجالك او المجال الذي تعمل به أمر مهم جداً، حيث أنهم يعتبرون مصدر غني بالمعلومات بل احياناً كنز من المعلومات المفيدة، التي من المؤكد بأنها ستفتح لك آفاق كبيرة من الافكار وفرص العمل والابداع، وتجعلك لا تطيل التحديق الغير مفيد في شاشة جهازك! وستضمن بأنك ستستثمر الجلوس امام شاشة جهازك الاستثمار الامثل، وستنجز عملك سواءً أكان كتابةً ام توليد افكار بشكل افضل. لذلك، ان واجهت يوماً ما نقص معلومة او عدم وضوحها، او حتى أردت ان تتعلم او تعرف اكثر عن موضوع ما، لا تترد أبداً في التواصل مع الشخص المناسب والخبير لإستيضاح المطلوب او استكمال النقص في المعلومة التي وصلتك، او حتى سؤاله عن كيفية التعامل مع الموضوع الذي يشغل بالك، لا تخجل من ذلك أبداً ولا تردد البتة، كون السعي خلف المعلومة والفهم الصحيح هو من سيساعدك في تقديمك لعمل رائع يعكس انتاجيتك المتميزة.
- إنشاء ملف يسمى بالـ Swipe File: ولكن ماهو الـ Swipe File وما أهمية انشاء هذا الملف ودوره في التعامل مع ملازمة الشاشة السوداء!؟ ملف الـ Swipe File هو ملف تقوم فيه بجمع كل مايلفت نظرك او يعجبك من الكتابة او التصاميم او الافكار الابداعية. بحيث تخصص ملف او مجلد يختص بالكتابة وملف او مجلد يختص بالتصميم او ملف يختص بالافكار، ثم تضع كل ما يمر عليك في مكانه المخصص، المقالات (تضع رابط لها او تضعها كملف وورد او بي دي إف PDF)، وتضع التصاميم او العبارات التي اعجبتك في مجلد، وهكذا تعلم مع الافكار التي تنال على اعجابك. طبعاً العملية ليس لها وقت محدد، لذلك من المهم أن تضع كل مايقع بين يديك ويثير اعجابك او فضولك في هذه المجلدات والملفات على مدار العام، حتى ولو لم تكن في حاجته الآن، وذلك لأنك سوف تحتاجها بلا شك في يوم من الايام. ولكن مالهدف من وضع كل هذه الامور في ملفات متخصصة ومجلدات خاصة بها، ينصح المختصون بالعمل في مجال التسويق والكتابة بشكل عام، بوجود ملف الـ Swipe File لدى أي شخص مهتم بالكتابة والتسويق، ولذلك لانه سيحتاجه ويرجع له عندما يريد ان يبدأ العمل او الكتابة في موضوع ما، حيث أنه عندما يهم بالبدء في الكتابة قد يتعرض لمتلازمة الشاشة السوداء ولا يعرف كيف يبدأ او من أين يبدأ! ولكن مع وجود الـ Swipe File سيكون من السهل عليه الرجوع لهذا الملف والاطلاع على نماذج عمل سابقة والتمعن فيها وقراءتها ودراستها، وهذا الامر سيساعده كثيراً بتزويده بأفكار تسرع من بدايته بالعمل او الكتابة وتكون ملهمة له بأفكار رائعة ومتعددة. وجود الـ Swipe File مهم جداً ويعتبر قيمة ثمينة لأي شخص يريد أن ينتج أعمال ابداعية دائماً. لذلك لا تطيل التحديق بشاشة سوداء لا يمكن أبداً أن تزودك بأي فكرة ولا تقدم لك أي نوع من الارشاد!
ختامًا، ”متلازمة الشاشة السوداء – Black Screen Syndrome“ مصطلح متداول كثيراً في مجتمع الكُتَّاب ومن يعمل في انتاج المحتوى والتسويق، وهي مشكلة تواجه الكثيرين في عصرنا الرقمي، لكن مع الفهم الجيد لهذه الظاهرة وإتباع بعض الاستراتيجيات البسيطة، يمكن التغلب عليها وزيادة الإنتاجية. إذا وجدت نفسك تعاني من هذه المتلازمة، تذكر أنك لست وحدك، وهناك دائمًا طرق ووسائل لمساعدتك على العودة إلى مسار الإنتاج والإبداع.