في مقال الأسبوع الماضي تحدثنا عن البيانات الضخمة وما هي المعايير التي تجعلنا نطلق على بيانات ما بأنها بيانات ضخمة. وفي هذا المقال سنتطرق لأهمية هذه البيانات.
في هذا العصر المتقدم تقنيا حيث البيانات بكل صيغها (نصية، صور، فيديو، صوت.. إلخ) تملأ الأجهزة، سواء كانت أجهزة تخزين بيانات أو أجهزة شخصية، باستطاعتنا حل عدد من المشاكل التي تواجهنا، وكذلك مساعدة صناع القرار في الوصول إلى قرارات أكثر دقة وفي الوقت المناسب. هذه باختصار شديد الفائدة من تحليل البيانات الضخمة.
عدد من الشركات تنفق كميات كبيرة من المال للحصول على البيانات الضخمة وشرائها من الجهات التي تقوم بجمع هذه البيانات، وذلك لتحليلها والاستفادة منها. ولتحليل هذا النوع من البيانات يستخدم المختصون عددا من أدوات التنقيب على البيانات أو ما يعرف بـ Data Mining، وهي عملية البحث عن علاقات ومعلومات مفيدة داخل كمية ضخمة وجبال هائلة من البيانات. وهذا المفهوم مشابه لمفهوم التنقيب عن المعادن، حيث يقوم المهندسون بحفر الأنفاق التي قد تمتد إلى كيلومترات عدة والبحث بين الصخور والأحجار الضخمة عن المعادن الثمينة كالألماس والذهب وغيرهما، وذلك من أجل بيعها والاستفادة منها.
لتوضيح فائدة البيانات الضخمة بشكل أكبر لنأخذ هذا المثال: لو أرادت شركة سيارات معينة تطوير صناعة سياراتها لتصبح أكثر ملاءمة لأفكار وطموحات الجيل القادم من قائدي المركبات، بإمكان هذه الشركة الحصول على بيانات مثل تغريدات أو تعليقات أو محادثات لأشخاص من سن 15 إلى 25 سنة من عدد من منصات التواصل الاجتماعية، ومن ثم تحليل هذه البيانات الضخمة ومعرفة ميول ورغبات هذه الشريحة العمرية، ومن خلال نتائج التحليل ستتخذ شركة السيارات القرارات المناسبة عند تطوير مركباتها للجيل القادم.
لنأخذ مثالا آخر للتأكيد على أهمية البيانات الضخمة، توجد بيانات ضخمة في المجال الصحي تجمع عن طريق الأجهزة الطبية أو عن طريق تعاون ما بين الباحثين وبعض المنظمات والشركات المهتمة بالبيانات الطبية. هذه البيانات تعد كنزا كبيرا إن جرى تحليلها والاستفادة منها بالشكل الصحيح، حيث يمكن اكتشاف مسببات أمراض معينة أو إيجاد روابط بين بعض أنواع الأمراض وبعض أنواع العادات الغذائية أو السلوكية أو حتى إيجاد علاج لأمراض معينة لم يستطع العلم سابقا إيجاد علاج لها.
واتس اب وقوقل وفيس بوك وتويتر وغيرها من الشركات التي تجمع البيانات الضخمة لها المقدرة على معرفة سلوكيات ومزاج وعادات وأفكار مستخدميها، وذلك عبر تحليل المعلومات المحفوظة لديها، فلا تندهش عزيزي القارئ إن طرق ساعي البريد باب منزلك يوما يحمل لك هدية من شركة قوقل بمناسبة تخرج أحد أبنائك في الجامعة أو إن أرسلت لك شركة تويتر جاكيتا مقاوما للبرودة الشديدة كهدية بمناسبة رحلتك القادمة في يناير إلى النرويج.
إذن ففوائد البيانات الضخمة متعددة، وتلمس العديد من جوانب الحياة لدينا، سواء في القطاع البحثي أو الصناعي أو المعرفي أو الترفيهي أو غيرها، وما تطرقت إليه من أمثلة هنا ما هي إلى نماذج فقط.
من فوائد تحليلها :
-
- المساعدة في اتخاذ قرارات أكثر دقة
-
- معرفة ميول ورغبات شريحة عمرية معينة
-
- اكتشاف مسببات أمراض معينة مما يساعد على إيجاد علاج لها
-
- تشمل فوائدها جميع القطاعات