هل انت صاحب مؤسسة او شركة وتقوم بإنتاج وكتابة محتوى ونشره بشكل دوري؟ هل انت مسؤول عن المحتوى في الجهة التي تعمل لها؟
اذا كانت الاجابة بنعم؟ اذاً مهم تقرأ الأسطر التالية!
متى كانت آخر مرة قمت فيها بمراجعة محتوى موقعك؟ او المحتوى الذي تقوم بنشره على وسائل التواصل الاجتماعي؟
هل سبق وان سمعت عن الـ (Content Audit) والذي يعني باللغة العربية ”تدقيق ومراجعة المحتوى“؟
العديد من الاشخاص يحرص على النشر فقط، بدون ان يفكر في تأثير مايقوم بنشره على جمهوره المستهدف! وبدون حتى ان يراجع موقعه ويعيد ترتيب اوراقه ومعرفة اذا ماكانت الآلية التي يتبعها هي الآلية الصحيحة؟ وبدون فهم ما اذا كان المحتوى المنشور يساعد في وصول الشركة او الجهة لأهدافها المرسومة!
إليك أهم 5 مشاكل قد تتعرض لها في حال لم تقم بعملية ”تدقيق ومراجعة محتواك“ بشكل دوري (أي بعد فترة من نشره)، وهي كالتالي:
- محتوى غير محدث = فقدان الثقة:
هذه احد اهم النقاط التي قد تضعك في موقف محرج امام من يتابع محتواك، سواءً على منصات التواصل الاجتماعي، ام على موقعك. بعض الزوار يتفاجئ عند زيارته لموقعك بأن المعلومات المعروضة قديمة جداً ولا تناسب مايبحثون عنه، وربما كذلك يجدون بأن الروابط الموجودة في صفحات موقعك لا تعمل، أو انها مربوطة بصفحات تم إلغائها منذ عدة اسابيع او اشهر وربما سنوات!! وجود محتوى غير محدث سيؤثر بكل تأكيد على تجارتك او ماتقوم به من اعمال بشكل سلبي. ليس هذا فقط، بل ستفقد ثقة زوار موقعك، حيث ستقرر الغالبية العظمى منهم عدم الرجوع لموقعك او حساباتك مرةً أخرى. - خلل في توزيع الموارد:
عندما لا تقوم بتدقيق ماتم نشره سابقاً فإنك بالتأكيد لن تعرف ماهو المحتوى الذي اعطى افضل النتائج او كان أثره كبيراً! عدم معرفتك واطلاعك على مثل هذه المعلومات، ستجعلك تواصل ربما في انتاج المحتوى الغير مناسب لجمهورك المستهدف. عليك دائماً بمراجعة ماتقوم بنشره بشكل دوري، ومعرفة الاثر الذي اعطاه هذا المحتوى. أحياناً، قد تنتج محتوى على شكل نصوص، او صور، او حتى فيديوهات، ولكن بعد قيامك بالتدقيق بالمحتوى المنشور سابقاً ربما تجد بأن الجمهور الذي تستهدفه لا يهتم بالنصوص البتة! مثل هذه المعلومة ستجعلك تخطط لتوزيع مواردك المتاحة على انتاج الفيديوهات والصور بدل من تكليف فريقك بإنتاج نصوص قد لا تلقى قبول او اهتمام عند الشريحة التي تستهدفها! تذكر دائماً، بأن انتاج المحتوى متعب ويتطلب جهد كبير، ويستغرق وقت، لذا لا تهدر مواردك في متحوى لا جدوى منه! - غياب التخطيط المستقبلي الفعال:
مالفائدة الاولى والاهم من قيامك بعملية تدقيق لمحتواك؟ بالطبع، وبلا تردد، سيكون الجواب هو، التخطيط الجيد للمحتوى القادم. مراجعة ماتم نشره سابقاً، ستجعلك على فهم ودراية بمواطن القصور والخلل فيما مضى من ايام واسابيع وربما شهور وسنوات. ستخرج من عملية تدقيق المحتوى حتماً بتصور واضح جداً يساعد في وضع خطة محكمة للمحتوى القادم، معدة بطريقة افضل وتعطي نتائج مثمرة تصب في مصلحة تجارتك والجهة التي تعمل لصالحها. حينها، ستتمكن من وضع خطة أكثر فعالية، تكون نتائجها المرجوة أكبر. - غياب دعم الادراة العليا لك:
عدم وجود رؤية واضحة لما تقوم به، وكذلك غياب تحقيق النتائج الفعالة، سيجعل من الصعب ان تقوم الادارة العليا بالجهة التي تعمل لصالحها من دعمك وتقدم المساندة لك. من يدير الشركة او الجهة التي تعمل لها يريد ان يرى نتائج ملموسة يتم تحقيقها على ارض الواقع، حتى لو كنت لن تحصل على هذه النتائج إلا بعد فترة من الزمن، ولكن المهم هو وجود خطة عمل واضحة تساعدك في اقناعهم بتقديم الدعم لك سواءً المالي او البشري او حتى النفسي. - التخبط في توجيه الرسائل:
عندما لا تراجع محتواك بشكل دوري ومستمر، لن تتمكن بشكل واضح من تحديد ما إذا كان محتواك يستهدف الشريحة الصحيحة من المتابعين التي تقصدها في رسائلك! يحدث احياناً، ان يقوم الفريق المسؤول عن انتاج المحتوى بتقديم محتوى مكرر او ينتج رسائل غير مدروسة و لا تصب في المصلحة القريبة او البعيدة للشركة او جهة عملك! لذا من المهم، تدقيق المحتوى ومعرفة ماهي الرسالة المراد ايصالها من كل محتوى يتم انتاجه ومن هي الشريحة المستهدفة التي تريد التأثير عليها. التخبط في توجيه الرسائل الغير مدروسة يسبب ربكة لجمهورك، وسيجعلك تبدو أمامهم بصورة غير جيدة تؤدي لفقدانهم الثقة بك وبتجارتك.
اتفق مع فريقك دائماً على وضع خطة ربع سنوية او نصف سنوية تقومون فيها بمراجعة وتدقيق المحتوى، ومعرفة ما إذا كانت بوصلتكم تشير في الاتجاه الصحيح ام لا! احذر من ان تسير في اتجاه معين بدون معرفة ما إذا كان هذا السير يقودك لهدفك أم لا! تكلفة السير في المسار الخطأ ستكون كبيرة جداً وربما تخرجك من السوق تماماً او تضعف وجودك وربما تنهيه للأبد!
وختاماً، تذكر بأن مراجعة وتدقيق محتواك هو أمر في غاية الأهمية، وسيمكنك من إعادة رسم استراتيجيتك في النشر بشكل افضل مما يساعدك في تحقيق عوائد وأرباح أكبر على تجارتك او الجهة التي تعمل لها.