أحمد زويل (مصري الأصل أمريكي الجنسية – حائز على جائزة نوبل في الكيمياء) وألبرت أينشتاين (ألماني الأصل أمريكي الجنسية – من أشهر علماء الفيزياء في العصر الحديث ومكتشف نظرية النسبية) وجورج بوليا (هنقاري الأصل أمريكي الجنسية – عالم الرياضيات الشهير في جامعة ستانفورد وصاحب أشهر خطوات حل المشاكل الرياضية) إيلون موسك (جنوب أفريقي الأصل وأمريكي الجنسية – مؤسس شريك لشركة تيسلا لصناعة السيارات الكهربائية وشركة سبيس-إكس «SpaceX» لصناعة المركبات الفضائية وبيبال «Paypal» لتحويل الأموال) سيرجي برين (روسي الأصل أمريكي الجنسية – مؤسس شريك لشركة قوقل) ليفاي ستراوس (ألماني الأصل أمريكي الجنسية – مؤسس أشهر شركة أمريكية لصناعة بناطيل الجينز الشهيرة ليفايز «Levis») مادلين أولبرايت (تشيكية الأصل أمريكية الجنسية – وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد رئاسة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون)، هذه عينة بسيطة من أسماء أشخاص مجنسين ساعدوا في تعزيز اسم واقتصاد ونفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في العصر الحديث.

لعلنا من خلال هذه الأمثلة ندرك الحجم الكبير والمهم الذي يلعبه التجنيس في تطور البلدان ونموها وازدهارها. وهذا فيه رد على أصحاب نظرية تفوق أبناء العرق الواحد، وأنه يجب إغلاق البلدان على سكانها الأصليين فقط وأنهم هم أفضل من يمثلها ويقود نهضتها.

أصحاب هذه الحجة سيقدمون لك أمثلة على تقدم وحضارة بلدان ساد فيها أبناء العرق الواحد كاليابان والصين وألمانيا وروسيا وغيرها، ولو عدنا لأصول هذه الشعوب لوجدنا أنها بالأساس خليط من عدة عرقيات هاجرت منذ مئات أو آلاف السنين لهذه البلدان واندمجت ببعضها عبر العصور وأصبحت بالظاهر دولا لعرق أو شعب واحد فقط.

ولعل التاريخ العربي والإسلامي خير شاهد على أهمية الاستفادة من العقول النيرة أينما وجدت، فبعض أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكونوا من العرب وكان لهم دور بارز في انتشار رسالة الإسلام السامية بعدما انتقلوا من ديارهم وسكنوا المدينة، يلي ذلك العهد الأموي والعباسي والعثماني والأيوبي وغيرها والتي شهدت بروز علماء في شتى الفنون والعلوم مثل الخوارزمي والكرخي بالرياضيات، وابن المقفع وسيبويه باللغة والأدب، والبخاري والنسائي وابن ماجة والترمذي بالحديث، واستمر هذا الحال بالاستفادة من العقول حتى عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله والذي استعان بخبرات عربية مبدعة مثل السفير حافظ وهبه ورشاد فرعون طبيبه الخاص وثاني وزير صحة سعودي، ومدحت شيخ الأرض والذي عمل سفيرا للمملكة في كل من فرنسا وإسبانيا وليبيا وسويسرا، وغيرهم من الرجالات الذين خدموا هذا الوطن المعطاء.

مخطئ من يظن بتفوق عرقه على الآخرين، فالشخص المنصف الذي اختلط بقوميات وأعراق متعددة سيصل إلى نتيجة واحدة مفادها أن شعوب الأرض المختلفة فيها من العقليات الراقية والعبقرية والمبدعة التي لا يمكن حصرها في شعب أو عرق واحد فقط، والدول المتقدمة اليوم تسعى لاستقطاب وتجنيس أذكياء العالم ومبدعيهم في شتى المجالات والفنون والعلوم، وذلك لإيمانها بأن ما يبني الدول هي العقول وليست الأموال فقط، وما رأيناه قبل عدة أشهر من خطوة رائعة بالمملكة تمثلت بمنح الجنسية السعودية لمجموعة من العلماء والمبدعين والمفكرين ما هي إلا توجه في المسار الصحيح لبناء قدرات الوطن ونموه وازدهاره.

أترك تعليق