شهدت عاصمتنا الحبيبة الرياض الأسبوع الماضي قمة نوعية تأتي في وقت كان العالم بأسره في أمس الحاجة لمثل هذه التجمعات العلمية الزاخرة بالعلماء والباحثين والمهتمين بموضوع يمس الأمن الصحي للعالم أجمع، خصوصا بعد أن عصفت بعالمنا جائحة كورونا والتي كان لها بالغ الأثر ليس فقط على الصحة وإنما على الاقتصاد كذلك. حجم الرعاية لقمة الرياض العالمية للتقنية الطبية 2021 والذي تمثل برعاية كريمة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – أعطى دلالة واضحة للعالم على حرص قيادة المملكة واهتمامها الدائم بكل ما من شأنه تعزيز مكانة المملكة ودورها الرائد في مختلف المجالات ومن أهمها المجال الصحي.

القمة والتي دشن انطلاقتها نيابة عن ولي العهد، الأمير عبدالله بن بندر وزير الحرس الوطني انعقدت جلساتها وحواراتها عن بعد وذلك من خلال المنصة الرقمية الافتراضية التي تم تخصيصها لهذا الغرض. تأتي هذه القمة الافتراضية كمثال حي على التقدم التقني والمعلوماتي الكبير الذي تعيشه المملكة بفضل الله حيث استطاع مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك) بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني من تنظيم قمة تجمع نخبة من علماء العالم في مجال التقنية الطبية عن طريق استخدام أحدث أساليب التقنية والبث الرقمي، تابع ذلك كله أكثر من 100 ألف مسجل من مختلف أنحاء العالم.

الأسماء والكيانات العالمية والاقليمية والمحلية المشاركة أعطت هذه القمة زخما إعلاميا مميزا كان واضحا في حرص وكالات الأنباء العالمية على التواجد وتغطية الحدث عن قرب كون المواضيع التي ناقشتها القمة تتطرق للأمن الصحي للعالم أجمع، ولعل أهمها استخدام التقنية الحيوية الطبية في إنتاج اللقاحات وتطويرها.

كبرى شركات صناعة الأدوية في العالم مثل فايزر وأسترازينيكا وغيرها كان لها تمثيل من خلال متحدثين قاموا بمناقشة تحديات ومستقبل التقنية الحيوية الطبية والفرص الاستثمارية الواعدة في هذا المجال. شاركهم بذلك أكاديميون من أعرق الجامعات والمستشفيات في العالم كجامعة هارفرد وجون هوبكنز وإمبريال كوليدج لندن وغيرها. ثلاثة أيام من الجلسات العلمية والحوارية استمع العالم فيها لأكثر من 50 متحدثا أثروا فيها الحضور والمشاهدين بأهم التحديات وأفضل الأفكار والفرص في هذا المجال الحيوي والذي بدأت بالفعل العديد من دول العالم الدخول له والاستثمار فيه.

عقد قمة بهذا الحجم والأهمية من قبل وزارة الحرس الوطني يؤكد تميز هذه الوزارة وحرصها على رفع اسم المملكة دائما ووضعها في مصاف الدول المتقدمة، وما القمة الافتراضية العالمية التي دشنها سمو وزير الحرس إلا دليل على مدى التطور والتقدم الذي تعيشه وزارة الحرس الوطني بقيادة الأمير عبدالله بن بندر.

وزارة الحرس الوطني كانت وما زالت مثالا مشرفا في العمل الوطني، ومع طبيعة الوزارة العسكرية فإنها تملك منظومة صحية مميزة لا تقدم فقط الرعاية الصحية بأعلى معاييرها كما هو معمول به في الشؤون الصحية، وإنما أيضا التعليم الصحي المتخصص والذي تقدمه من خلال جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، وكذلك الأبحاث الطبية الرصينة من خلال مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك)، كل ذلك يتم عن طريق كوادر وطنية محترفة تم تدريبها في أرقى وأفضل أماكن التدريب بالعالم، وهاهم اليوم يعملون بكل جد واجتهاد لتقديم أفضل ما لديهم من خبرات وإمكانات وذلك لدعم عجلة التنمية والتطور في وطننا الغالي. ودام عزك يا وطن.

أترك تعليق