92 عاما على تأسيس هذا البلد المعطاء، المملكة العربية السعودية، بلد الخير والنماء، البلد الذي تهفو إليه ليس أفئدة المسلمين في كل مكان فقط، لاحتضانه أهم مدينتين مقدستين (مكة والمدينة)، ولكن تشخص له أبصار العالم أجمع بسبب سياساته المتزنة وقوة عاصمته واقتصاده الواعد وتأثيره على استقرار أسواق الاقتصاد العالمية.
المملكة العربية السعودية هي اليوم والحمد لله رقم صعب في مجال السياسة والاقتصاد على مستوى العالم، فهي عضو في نادي أقوى 20 دولة اقتصاديا في العالم، ولديها اتفاقيات استراتيجية ومهمة تقوم على مبدأ المصالح المتبادلة مع عدد من القوى العالمية في الشرق والغرب.
منذ اليوم الأول لتأسيس هذا الوطن الشامخ وعجلة النمو والازدهار والتقدم لم تتوقف، بل إنها تتسارع لدرجة أن من يزور المملكة بين فترات متقطعة يلحظ هذا التغير المتسارع والإيجابي على كل الأصعدة، ومنها الصحة والتعليم والتقنية والمال والأعمال.
خلال عدد بسيط من العقود وبعد أن كنا نستعين بالإخوة والأشقاء والأصدقاء من مختلف البلدان في التعليم والصحة خصوصا، أصبح شباب وشابات هذا البلد هم من يقود التطوير والنمو في كل قطاعات البلد الحكومية والخاصة، بل أصبحوا محل استقطاب أفضل الجامعات والمراكز الصحية والمالية والصناعية والبحثية في العالم للمساعدة في البناء والتطوير في مختلف البلدان ومنها الدول المتقدمة.
الوطن يملك اليوم رؤية 2030 الطموحة والتي يتم العمل على تحقيقها سنويا وبالتدرج من خلال همة وطموح أبنائه. رؤية يقودها ملك حكيم وولي عهد طموح تسعى لتعزيز موقع المملكة المتميز وتطوير كل القطاعات وربطها ببعضها البعض، وعلى رأس ذلك كله تنويع مصادر الدخل التي سترفع من جودة حياة المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة.
عطاء وخير هذا البلد يمتد حتى خارج حدوده، وذلك من خلال تقديم كل أنواع الدعم الاقتصادي والصحي والتعليمي والتقني والإغاثي لعدد من الدول، ولعلي بحكم خلفيتي الأكاديمية أخص تحديدا موضوع إتاحة الفرصة لعدد من أبناء البلدان المختلفة للالتحاق والدراسة بالمدارس والجامعات السعودية، والذين قابلت عددا منهم في الجامعات خارج المملكة، إما محاضرين أو طلاب دكتوراه، وهم من مختلف البلدان العربية والآسيوية والأفريقية أتموا دراستهم في المملكة سواءا كانت دراسة التعليم العام أو الجامعي (البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه)، حيث إن الغالبية العظمى منهم كانت تقدم لهم منح دراسية داخلية من قبل الجامعات السعودية أو غيرها من الجهات الداعمة داخل المملكة سواءا أكانت حكومية أم خاصة.
وبشكل مشابه للتعليم، وبالإضافة لتمتع المواطن والمقيم بالخدمات الصحية بكل أنواعها وبشكل مجاني، تقدم المملكة كذلك خدمات الرعاية الصحية لعدد من الحالات الإنسانية القادمة من خارج الوطن، مثل عمليات فصل التوائم السياميين وعمليات زراعة الأعضاء المختلفة، والتي لا تتم إلا بأفضل المراكز الطبية بالعالم ومن ضمنها المراكز الطبية المتقدمة بالمملكة.
اليوم كل قطاع في المملكة يشهد قفزات في التطور والنمو والازدهار، وهذا مصدر فخر وإلهام لجميع السعوديين الذين يعيشون هذا واقعا ويلمسونه يوميا في حياتهم.
المملكة العربية السعودية تسير بخطوات متزنة وطموح كبير بعزم أبنائها نحو مستقبل مشرق بإذن الله، تكون فيه الريادة والعز لمملكتنا الحبيبة والغالية، ودام عزك يا وطن.