شهد العالم خلال الأيام الماضية وبالتحديد في الثالث من يوليو تعطل بعض الخدمات في عدد من منصات التواصل الاجتماعي التي تملكها شركة فيس بوك، كالانستقرام والواتس اب والفيس بوك لمدة 8 ساعات تقريبا. تضجر المستخدمون خلال هذه الساعات من عدم تمكنهم من استخدام هذه المنصات بالشكل الذي اعتادوا عليه كإرسال واستقبال ملفات الصور والفيديو تحديدا، حتى تويتر لم يسلم من بعض المشاكل التقنية كتعطل خاصية الرسائل المباشرة والتنبيهات عند وصول رسائل جديدة.

وقبل ذلك وفي بداية يونيو تحديدا تعطلت خدمات الحوسبة السحابية في شركة قوقل لمدة قصيرة، وأثر ذلك العطل على برامج تابعه لقوقل، من أهمها برنامج الايميل الشهير الواسع الاستخدام الجيميل Gmail. في الفترة نفسها تقريبا تعرضت شركة كلاود فير CloudFair – المتخصصة في توفير الأمن والحماية للمواقع وسرعة نقل المحتوى – لعطلين خلال أقل من شهر، تسببا في خفض حركة نقل البيانات بشكل ملحوظ بين أجهزتها الموزعة في مناطق مختلفة من العالم.

لن نتحدث في هذا المقال عن أسباب هذه الأعطال، فالأسباب التقنية البحتة لا تهم القارئ غير المختص كثيرا. ولكن سنذكر ما يستفاد من هذه الأعطال!

عديد من البرامج والتطبيقات تقدم خدماتها اليوم بما يعرف بتقنية الحوسبة السحابية Cloud Computing، حيث إن هذه البرامج تتصل بأجهزة بعيدة نتواصل معها عن طريق الانترنت. وعند قيامك مثلا بفتح برنامج الواتس اب على جهازك وإرسال رسالة أيا كان نوعها (نص أو صورة أو فيديو أو صوت) لأحد الأصدقاء فإن الرسالة تنتقل من جهازك إلى جهاز يسمى الخادم (Server) يتبع لشركة فيس بوك المالكة لتطبيق واتس اب، وقد يكون هذا الجهاز موجودا في أوروبا أو أمريكا أو أي دولة توجد فيها أجهزة تابعة لفيس بوك، ومن ثم يقوم هذا الجهاز أو الخادم بتمرير الرسالة لجهاز صديقك، وبهذا تصل الرسالة وتكتمل المهمة.

هذا المسار الذي تأخذه الرسالة التي يرسلها المستخدم في مثال الواتس اب الذي ذكرته قبل قليل يمثل ما يسمى خدمات الحوسبة السحابية، وهي الأكثر شيوعا في عالمنا اليوم، والمستخدم كفرد لم يعد هو المستهدف فقط من هذه الخدمات، إذ حتى الشركات والجهات الحكومية انتقلت لاستخدام خدمات الحوسبة السحابية للقيام بكل مهام الحوسبة ومعالجة البيانات على الانترنت، بدلا من شراء أجهزة خوادم وشبكات وبرامج بقيمة باهظة قد تصل إلى ملايين الريالات.

لكن مع هذا النوع من الخدمات يبقى الهاجس حاضرا بخصوص استمرار عمل هذه البرامج بشكل دائم وعلى مدار الساعة، وبقاء المعلومات متاحة للمستخدمين في كل وقت، فعطل واحد كفيل بتوقف هذه الخدمات لمدة قد تطول أو تقصر بناء على نوع هذا العطل، سواء أكان بسبب هجوم عبثي بقصد التخريب أو فني ناجم عن أخطاء في التشغيل والصيانة.

لذا يجب على المستخدم دائما أخذ الاحتياطات اللازمة والاستعداد لأي طارئ قد يحدث، وعدم الركون والاعتماد التام على عمل هذه البرامج فقط، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواضيع لا تحتمل التأخير أو الانتظار. وعلى الرغم من أن خدمات الحوسبة السحابية قدمت حلولا ممتازة لعدد من المشاكل، ووفرت كثيرا من الجهد والمال وأعطالها قليلا ما تحدث، إلا أن انقطاع الاتصال بالانترنت أو أي عطل آخر مفاجئ، قد يجعل الخدمة غير متاحة لمدة غير معلومة، لذا فإنه من الأهمية بمكان التخطيط لأي طارئ ولأي ظرف قد يحدث في أي وقت وأي مكان ولأي سبب.

أترك تعليق