يوجد اختلاف بسيط بين بعض الجامعات، خاصة في قبول الماجستير، حيث إن هذه الجامعات لا تشترط وجود مشرف دراسي، خاصة إذا كان البرنامج لا يتطلب كتابة رسالة بحثية كمتطلب من أجل التخرج. أما في مرحلة الدكتوراه فلا يمكن أن يتم قبول أي طالب دون وجود مشرف دراسي يكون مسؤولا عن بحوث الطالب خلال مرحلة الدكتوراه.

الخطأ الذي يقع فيه عدد من الطلبة عند البحث عن قبول يبدأ عند مراسلة الجامعات، وبعد أن يحدد الطالب اهتماماته البحثية بشكل عام، يكتب رسالة واحدة ويرسلها إلى عدد كبير من الأستاذة الجامعيين، مع تغيير اسم الدكتور أو المشرف الدراسي المرسلة إليه هذه الرسالة، ومن ثم إرسالها بالإيميل، على أمل أن يتم الرد من أحد هؤلاء الأساتذة والفوز بموافقته ليصبح مشرفا عليه خلال مرحلة دراسته المقبلة، سواء في الدكتوراه أو الماجستير.

ولكن يفاجأ الطالب في كثير من الأحيان بعدم رد أي من الأساتذة على رسالته، حيث إن العديد من هؤلاء الأساتذة لم يقرأ الرسالة أصلا، وتم تجاهلها تماما، وذلك بسبب انشغالهم أو امتلاء إيميلاتهم برسائل عديدة من هذا القبيل أو عدم إحساسهم بجدية الطالب في العمل معهم، وذلك من خلال الطريقة التي كتبت بها هذه الرسالة.

من لديهم الخبرة في قبول مرحلة الدراسات العليا ينصحون الطالب دائما بالتركيز على المراسلة الفعالة لمجموعة قليلة من الأساتذة الجامعيين، والتي تكون نتائجها ممتازة ومرضية، والابتعاد عن مراسلة عدد كبير منهم دون فائدة أو جدوى.

ما هي طريقة المراسلة الفعالة؟ وكيف يمكن تطبيقها؟

1 تحديد عدد لا يتجاوز الإثنين أو ثلاثة أساتذة جامعيين، ومعرفة اهتماماتهم البحثية، ثم قراءة عدد من أبحاثهم، خاصة المنشورة في السنوات الأخيرة، ومعرفة نقاط القوة والضعف في هذه الأبحاث وفهمها بشكل جيد.

2 كتابة إيميل مخصص لكل دكتور، مع ذكر الأسباب التي دفعت الطالب لمراسلته وأهمها الاهتمام البحثي المشترك.

3 يذكر الطالب بعض النقاط المثيرة للاهتمام التي قرأها في أبحاث هذا الدكتور، واستعداد الطالب للعمل المشترك على هذه النقاط وإيجاد حلول لها أو تطويرها خلال مرحلة دراسته الجامعية تحت إشرافه.

4 يسبق ذلك كله كتابة عنوان جذاب للإيميل، يذكر فيه على سبيل المثال معلومة مهمة أو إحصائية وردت ولها علاقة بأحد أبحاث هذا الدكتور أو أبحاث أخرى في المجال والاهتمام البحثي نفسه.

هذا النوع من المراسلات سيجعل الأستاذ الجامعي يقف حتما لقراءة الإيميل المرسل إليه، ويشد انتباهه ويثير الرغبة في معرفة المزيد عن هذا الطالب ومدى استعداده للعمل في فريقه البحثي، وذلك بسبب أن الطالب أبدى معرفة جيدة بالبحث القائم لدى الدكتور ومناقشة أهم النقاط فيه. وقد يطلب لقاء مع هذا الطالب لمناقشة كل التفاصيل التي يبنى عليها قرار القبول من عدمه.

عديد من الأساتذة الجامعيين لا يريد طالب دراسات عليا لن يضيف لمجاله البحثي أي فائدة، حتى وإن كان هذا الطالب مدعوما ماليا، فالمهم هو مدى شغف هذا الطالب في مواضيع البحث والعمل عليها.

وخلاصة القول لكل طالب يبحث عن قبول لمرحلة الدراسات العليا، عليك عند مراسلة الأساتذة الجامعيين لغرض القبول بالتركيز على الكيف والابتعاد عن الكم.

أترك تعليق