هل تعلم أن أشهر الجامعات في العالم هي الجامعات البحثية أو ما يطلق عليها باللغة الانجليزية (Research University)، مثل جامعة ام آي تي (MIT) وجامعة ستانفورد (Stanford) وجامعة هارفرد (Harvard University) وغيرها من الجامعات، والقائمة تطول لو اردنا تعداد اسماء الجامعات البحثية ولكن تم ذكر اسماء هذه الجامعات من باب ضرب المثال فقط. الجامعات البحثية يوجد منها الجامعات الحكومية والجامعات الخاصة.
ولكن لماذا أخذت هذه الجامعات وغيرها العديد من الجامعات البحثية الأخرى تلك المكانة وهذه الأهمية بحيث أصبحت هي الطموح للطلبة والقاعدة الصلبة في التعليم الجامعي؟
تابع قراءة هذا المقال حتى النهاية لتجد الاجابة على التساؤالات المطروحة في عنوان المقال.
ملاحظة: هذا المقال يصف انواع الجامعات من المنظور في أمريكا الشمالية. مع الاخذ في عين الاعتبار بأن دول عديدة حول العالم تتماشى مع هذا المنظور والوصف.
قد يعتقد البعض ان التعليم الجامعي [الدراسة فيما بعد المرحلة الثانوية] هو نوع واحد او مسار واحد فقط، وان ما يطبق في الجامعة (س) يطبق كذلك في الجامعة (ص)، من ناحية طريقة التدريس او المحتوى العلمي او الاهتمامات البحثية او حتى أحجام الفصول الدراسية وعدد اعضاء هيئة التدريس وعدد الطلبة، وهذا بكل تأكيد اعتقاد غير صحيح.
الجامعات اليوم في العالم تنقسم لعدة اقسام كالتالي:
-
-
- الجامعات البحثية (Research University):
وهي الجامعات التي تهتم بالبحث العلمي، وتولي هذا الشق من العمل الاكاديمي اهمية كبيرة. هذا لا يعني ان الجامعات البحثية لا تهتم بالتدريس او الانشطة الطلابية او الخدمة المجتمعية، بل كل ذلك معتبر ويتم اعطاءه أهمية، ولكن البحث هو احد اهم المحاور الرئيسية ان لم يكن الاهم الذي تقوم عليه استراتيجية الجامعة. تختلف انوع الجامعات البحثية، ويمكن تصنيفها كالتالي:- الجامعات البحثية الحكومية (Public Research Universities):
وهي جامعات عادةً ماتكون ذات طاقة استيعابية كبيرة، حيث يتم قبول عدد أكبر من الطلاب فيها مقارنةً بالجامعات البحثية الخاصة. وأيضاً تكون المساحة الجغرافية التي تغطيها الجامعة غالباً مساحة كبيرة بسبب كثرة مباني الجامعة وتوزعها في اماكن متعددة. في بعض الدول كالولايات المتحدة تصل الطاقة الاستيعابية لبعض الجامعات البحثية الحكومية لأكثر من 70 ألف طالب وربما أكثر من ذلك. هذه الجامعات عادةً ما تستمد دعمها من الحكومة وذلك لمساعدتها في تغطية المصاريف التشغيلية والبحثية، وكذلك تتم الاستعانة بالرسوم التي يدفعها الطلبة، وعوائد الأوقاف الجامعية ان وجدت، ولكن الداعم الأكبر لها مالياً هي الحكومة. بسبب كثرة عدد الطلاب في هذه الجامعات، غالباً ماتكون القاعات الدراسية مزدحمه ومليئة بالطلبة، خصوصاً في السنوات الأولى من الجامعة، الجدير بالملاحظة هنا، بأنه كل ماتعمق الطالب في تخصصه الدقيق يقل عدد الطلاب في القاعة الدراسية ويلاحظ ذلك بشكل واضح في الدراسات العليا (مرحلة الماجستير والدكتوراة).بسبب ان الدعم المالي لهذه الجامعات مصدره الحكومة، يكون الاهتمام احياناً في المشاريع البحثية التي تتبناها الحكومة وترى انها ذات أولولية. في الولايات المتحدة، تنشط بعض الجامعات الحكومية البحثية في العمل على الأبحاث التي تشكل هاجس لدى حكومة الولاية او تسعى في حلول لمشاكل تعاني منها الولاية. على سبيل المثال، قد يشكل موضوع الاهتمام بالزراعة أهمية في بعض الولايات، لذلك تسعى تلك الولايات للتعاون مع الجامعات من خلال دعمها مالياً بهدف تطوير القطاع الزراعي وحل المشاكل التي تواجهها من خلال القيام بأبحاث مفيدة في هذا المجال. قس على ذلك الاهتمامات المختلفة لكل ولاية كالأهتمام في بعض الولايات في جانب التقنية او الطاقة البديلة او الهندسة الكيمائية او المنتجات الطبية او غيرها من الاهتمامات المختلفة.الرسوم الدراسية في الجامعات البحثية الحكومية تعتبر الارخص في التعليم الجامعي في الولايات المتحدة، ولكن بشكل عام تتفاوت الرسوم بين جامعة وأخرى. الرسوم الدراسية للطلاب من داخل الولاية (In-State Students) أرخص من الرسوم الدراسية للطلاب القادمين من خارج الولاية (Out-of-State Students) او الطلبة الدولين القادمين من خارج الولايات المتحدة. بحكم العدد الكبير للطلبة في هذا النوع من الجامعات، غالباً ماتكون نسبة الطلبة المقبولين فيها أكبر من الطلبة المقبولين في الجامعات البحثية الخاصة. تتفاوت هذه النسبة احياناً بين 30% إلى 70% من الطلبة المتقدمين يتم قبولهم في البرامج المختلفة في الجامعة، وقد تكون النسبة اقل من 30% او اعلى من 70% احياناً، كل ذلك يرجع لسياسات القبول التي تتبناها الجامعة.ايضاً، هذا النوع من الجامعات يتميز بكثرة عدد البرامج فيه وتنوعها، خصوصاً برامج الدراسات العليا [الماجستير والدكتوراة] وذلك ليس فقط لتلبية رغبات الطلبة المقبولين في الجامعة ولكن كذلك لكثرة أعداد أعضاء هيئة التدريس وتنوع خلفياتهم العلمية، مما يعطي الجامعة امكانية تبني عدد أكبر من البرامج او برامج نوعية محددة. أحياناً وليس دائماً، يشتكي طلبة البكالوريوس على وجه التحديد من الزحام في القاعات الدراسية في هذه الجامعات وصعوبة الحصول على وقت كافي للحديث مع عضو هيئة التدريس ومناقشته في الامور الدراسية او البحثية. القائمة التالية هي أمثلة على أشهر الجامعات البحثية الحكومية في الولايات المتحدة:
- جامعة كاليفورنيا، بيركلي (University of California, Berkeley)
- جامعة ميشيغان، آن آربور (University of Michigan, Ann Arbor)
- جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (University of California, Los Angeles — UCLA)
- جامعة تكساس في أوستن (University of Texas at Austin)
- جامعة ويسكونسن–ماديسون (University of Wisconsin–Madison)
- جامعة واشنطن، سياتل (University of Washington, Seattle)
- جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل (University of North Carolina at Chapel Hill)
- جامعة فلوريدا (University of Florida)
- الجامعات البحثية الخاصة (Private Research Universities):
هذا النوع من الجامعات البحثية عادةً مايكون عدد الطلاب الدراسين فيها أقل من الجامعات البحثية الحكومية، حيث تشير الاحصاءات الى ان عدد الطلاب فيها تقريباً يتراوح مابين 4500 إلى 15 ألف طالب، وذلك بسبب أنها جامعات خاصة والرسوم فيها أعلى من الرسوم التي تفرضها الجامعات الحكومية. علاوةً على ذلك، معايير القبول في هذه الجامعات تكون عالية جداً وهي جامعات القبول فيها اصعب من القبول في الجامعات البحثية الحكومية، حيث يخضع قبول الطلبة فيها إلى شروط تنافسية متعددة تؤدي لاستبعاد أغلب المتقدمين والاكتفاء بعدد أقل من الطلبة ممن تنطبق عليهم شروط القبول.لتوضيح الصورة بشكل أفضل، لو كان لدينا 100 طالب متقدم للقبول، سيتم قبول من 5 او 8 طلاب فقط، اي ان معدل القبول فيها من 5% الى 8% من مجموع المتقدمين. تختلف هذه النسبة من جامعة لجامعة – قد تقل نسبة القبول عن 5% او تزيد عن 8% – ولكن بشكل عام، نسب اعداد القبول فيها منخفضة مقارنةً بالجامعات البحثية الحكومية. قد تندهش حينما تعرف ان أشهر الجامعات في العالم التي دائماً ما يتكرر اسمها على مسامعك هي جامعات بحثية خاصة، كجامعة هارفارد (Harvard) وجامعة ام آي تي (MIT) وجامعة كولومبيا (Columbia University) وجامعة ستنافورد (Stanford University) وجامعة كورنيل (Cornell University) وغيرها من الجامعات المرموقة الأخرى. هذه الجامعات سميت بالجامعات البحثية الخاصة كون المصدر المالي المغذي للجامعة قادم إما من رجال أعمال او أوقاف جامعية تعود بمئات الملايين او المليارات من الدولارات سنوياً. كذلك تساعد الرسوم الدراسية التي يدفعها الطلبة في تغطية بعض التكاليف الشتغيلية للجامعة او في دعم بعض الابحاث. لهذه الجامعات مجلس يقوم بالأشراف على إدارة شؤونها وهو المسؤول عن رسم السياسات والاستراتيجيات الهامة التي تسير عليها الجامعة.لذلك يكون الاهتمام البحثي الذي تتبعه هذه الجامعة وتركز عليه ”احياناً وليس دائماً“ متأثراً بتوجهات بعض الداعمين الكبار للجامعة سواءً من رجال أعمال او شركات تساهم في دعم الجامعة مالياً. عندما نقارن الجامعات البحثية الخاصة بالجامعات البحثية الحكومية، نجد أن الجامعات البحثية الخاصة تحوي عدد طلاب أقل وبالنتيجة فإن عدد الطلبة في القاعات الدراسية يكون أقل، لذلك من السهل احياناً على عضو هيئة التدريس التفاعل بشكل أكبر مع الطلبة. لكن الرسوم الدراسية مرتفعة في الجامعات البحثية الخاصة، تصل في بعض تلك الجامعات لضعف الرسوم الدراسية التي تفرضها الجامعات البحثية الحكومية وربما ثلاث أضعاف او أكثر من ذلك احياناً. بعض الأكاديميين يطلق على هذا النوع من الجامعات بـ ”جامعات النخبة“، وتجدر الاشارة بأن كل جامعات الآيفي ليق (Ivy League Schools) هي جامعة بحثية خاصة، وهي كالتالي:
- جامعة برينستون (Princeton University) — تأسست عام 1746م
- جامعة هارفارد (Harvard University)
- جامعة بنسلفينيا (University of Pennsylvania) — تأسست عام 1740م
- جامعة ييل (Yale University) — تأسست عام 1701م
- جامعة كورنيل (Cornell University)
- كلية دورتموث (Dartmouth College) — تأسست عام 1769م
- جامعة براون (Brown University) — تأسست عام 1764م
- جامعة كولومبيا (Columbia University) — تأسست عام 1754م
- جميع هذه الجامعات تقع في شمال شرق الولايات المتحدة الامريكية وسبب تسميتها بجامعات دوري الآيفي او ما يسمى باللغة الانجليزية بـ الأيفي ليق (Ivy League Universities) وهو ارتباطهم بؤتمر رياضي سنوي تم تأسيسه وانطلاقه في عام 1954م، يجمع هذه الجامعات الثمانية رياضياً للمنافسة فيما بينهم. اسم الايفي أو شجرة اللابلاب (Ivy) مرتبط بجغرافية المكان وانتشار نبات اللبلاب (Ivy Plant) على جدران مباني تلك الجامعات في تلك الجهة من الولايات المتحدة، وهذا يشير لقدمها وتاريخها. وهذا ليس بمستغرب، حيث كانت تلك الأماكن هي اول الاراضي التي استقر فيها المهاجرين القادمين من أوروبا وأسسوا فيها الجامعات. أغلب جامعات الآيفي تم تأسيسها في القرن الثامن عشر الميلادي فيما عدا جامعة هارفرد (Harvard University) والتي يبلغ عمرها 388 عاماً، حيث تم تأسيسها في عام 1636م في القرن السابع عشر الميلادي، وجامعة كورنيل (Cornell University) التي تعتبر أصغر جامعات الـ Ivy League عمراً، تم تأسيسها في القرن التاسع عشر الميلادي وبالتحديد عام 1865م وبالتالي يبلغ عمر هذه الجامعة اليوم 159 عاماً. الجامعات البحثية الخاصة غير محصوره في جامعات الآيفي ليق، توجد العديد من الجامعات البحثية الخاصة المشهورة مثل:
- معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (Massachusetts Institute of Technology – MIT)
- جامعة ستانفورد (Stanford University)
- جامعة جونز هوبكنز (Johns Hopkins University)
- جامعة كارنيجي ميلون (Carnegie Mellon University)
- جامعة نورث وسترن (Northwestern University)
- جامعة فاندربيلت (Vanderbilt University)
- جامعة دووك (Duke University)
- جامعة نيويورك (New York University – NYU)
هذه قائمة فقط لعدد من الجامعات البحثية الخاصة، ولكن هناك عدد أكبر من هذه الجامعات موزعة في الولايات المتحدة، بعضها مشهور والبعض الآخر ليس لها نفس الصيت او الشهرة، أي انها متفاوته في التنصيف والمستوى. عموماً، الجامعات البحثية الخاصة، حتى وان كان مسماها جامعات بحثية خاصة ولكنها غير ربحية (Non-Profit)، أي انها جامعات لا تسعى للربح كهدف رئيسي، وانما تنفق أكثر الأموال التي تحصل عليها من رجال الاعمال والاوقاف والرسوم الدراسية على الأبحاث خصوصاً، وعلى البنية التحتية بالجامعة والحصول على أفضل التقنيات والاجهزة، وعلى الطلبة المتمزين كذلك عن طريق دعمهم بالمنح التعليمية التي تغطي للطلبة المتفوقين تكاليف مصاريفهم الدراسية والمعيشية.
في الواقع، تملك الجامعات البحثية الخاصة أوقاف جامعية تعتبر رافد مالي كبير يساعد الجامعة على دعم كافة البرامج الأكاديمية والبحثية على وجه التحديد، لذلك تتميز معامل تلك الجامعات ومراكزها البحثية بوجود افضل الاجهزة واكثرها تطوراً نظراً لمقدرة تلك الجامعات على دفع تكاليف تلك الاجهزة والمعدات البحثية التي تثري البحث العلمي وتساعد في الوصول لنتائج مهمة. كذلك يوجد في هذه الجامعات عادةً نخبة من أشهر الباحثين على مستوى العالم، وذلك نظراً للأهتمام الكبير الذي توليه هذه الجامعات للبحث العلمي ودعمه مالياً بشكل كبير، وهذا مايجعل هذه الجامعات وجهه لأفضل العقول وأكثر الباحثين نشاطاً على مستوى العالم.
- الجامعات البحثية الحكومية (Public Research Universities):
- الجامعات البحثية (Research University):
-
- بعد هذا الحديث المفصل عن الجامعات البحثية وأنواعها بين حكومي وخاص، تجدر الاشارة إلى أنه توجد كذلك انواع اخرى من جامعات وكليات التعليم العالي، ولكن الفرق بينها وبين الجامعات البحثية هي ان الجامعات الغير بحثية لا تولي جانب البحث العلمي أهمية كبيرة، بل يكون التركيز على جانب التعليم الدراسي وبناء المعرفة للطالب أكبر خصوصاً خلال مرحلة البكالوريوس. كذلك لا يوجد فيها تنوع في برامج الدراسات العليا [الماجستير والدكتوراة]، وهي كالتالي:
- كليات الفنون الحرة [Liberal Arts Colleges]
وهي كليات موزعة في الولايات المتحدة وتقدم برامج لمرحلة البكالوريوس خصوصاً في التخصصات الانسانية وعلم الاجتماع والتربية والتعليم، كذلك في تخصصات مثل الحاسب الآلي والرياضيات والعلوم بمختلف تفرعاتها من أحياء وفيزياء وكيمياء. احياناً بعض تلك الكليات تقدم برامج دراسات عليا خصوصاً درجة الماجستير. عادةً يميل الطلبة عند حصولهم على درجة البكالوريوس من كليات الفنون ورغبتهم في اكمال الدراسات العليا فإنهم يتجهون للجامعات البحثية الأكبر سواءً أكانت جامعة بحثية حكومية ام خاصة، وذلك للامكانات الكبيرة في الجامعات البحثية في كل مايتعلق بالبحث العلمي والدراسات العليا. فيما يخص الرسوم الدراسية، نجد ان كليات الفنون تكون اغلى احياناً وليس دائماً من الجامعات البحثية الحكومية، نظراً لقلة عدد الطلاب في هذا النوع من الكليات، وسهولة الوصول لعضو هيئة التدريس. وفي المجمل العام، هي كليات تركز على الجانب المعرفي وتعطي الطلاب مقدمات في المعرفة والعلم وتبني فيهم مهارات التواصل والتحدث والتفكير الابداعي. أيضاً تجدر الاشارة إلى ان الحرم الجامعي لكليات الفنون صغير وفي منطقة جغرافية محدودة، وهذا بسبب قلة عدد الطلاب والبرامج فيها مقارنةً بالجامعات البحثية الكبيرة. - كليات المجتمع (Community Colleges):
كليات المجتمع هي كليات مدة الدراسة فيها سنتان وتمنح درجة الدبلوم وليس البكالوريوس، والدرجة العلمية التي تقدمها هذه الكليات هي (Associate of Arts) أو (Associate of Science). تقدم هذه الكليات مختلف التخصصات الدراسية وبرسوم دراسية مناسبة ومخفضة في العديد من الأحيان. وتكون البرامج المقدمة في هذه الكليات مناسبة لاحتياجات السوق المحلي في المنطقة او المدينة التي تتواجد فيها هذه الكليات. الفكرة من وجود مثل هذه الكليات هو الارتباط الوثيق بالمجتمع المحيط بها، ومعرفة احتياجات السوق المحلي وذلك لتقديم افضل البرامج التعليمية التي تخدم وتلبي احتياجات ذلك المجتمع وسوق العمل به. يكمل بعض الطلبة الحاصلين على درجة الدبلوم من كليات المجتمع دراسته الجامعية في احدى الجامعات البحثية وذلك للحصول على البكالوريوس. في معظم الاحيان، كليات المجتمع لا تمنح درجة البكالوريوس، وانما تكتفي بمنح الدبلوم او بعض الشهادات القصيرة الاخرى. - الكليات التقنية والمهنية [Technical and Vocational Colleges]:
هذه الكليات تلعب دور مهم ومحوري في تزويد سوق العمل على وجه التحديد بالخريجين المدربين والذين تم تجهيزهم وصقل مهاراتهم المهنية في بعض الوظائف المطلوبة في سوق العمل كالقطاع الخاص او التجاري او الصناعي. بعض التخصصات التي يوفرها هذا النوع من الكليات هي التمريض، الفنيين في التخصصات المختلفة في القطاع الصحي، المتخصصين في المجال الميكانيكي او الكهرباء او البناء وغيرها من المهن المتعددة. غالباً ماتمنح هذه الكليات دبلومات للطلبة، وقليل من الكليات التقنية والمهنية التي تمنح درجة البكالوريوس. عدد من الطلبة المهتمين في اكمال دراستهم قد يتجهون بعد التخرج من الكليات التقنية والمهنية للجامعات لإكمال مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا.
- كليات الفنون الحرة [Liberal Arts Colleges]
كل ما سبق هو شرح عام وسريع عن انواع التعليم الجامعي والتقني – وكما ذكرت في بداية المقال هو وصف من المنظور المطبق في أمريكا الشمالية على وجه التحديد، ولكن عدد من الدول الاخرى في العالم لديها نفس هذا المنظور او مشابه له.
اعتقد الان أصبحت لدينا اجابة واضحة على الشق الاول من السؤال والذي كان يتمحور حول ”ماهي الجامعة البحثية؟“. وسأشرح الآن وبشكل غير مباشر لماذا تعتبر أشهر الجامعات في العالم هي الجامعات البحثية؟ في الحقيقة، الهدف من الأبحاث هو اكتشاف كل جديد وفهم مايدور من حولنا وكيف تعمل الاشياء. هذه الاكتشافات والفهم العميق لما بين ايدينا ومايدور في عالمنا يساعد اما في حل بعض المشاكل التي تواجه البشر او في تقديم حلول وافكار تطور من حياتهم او حتى تقافتهم ومنظورهم للحياة. وهذا مايقوم بعمله الباحثون في الجامعات البحثية، حيث انهم ينفقون الساعات والايام والاشهر بل السنوات الطوال على العمل على مشاريع بحثية تعطي حلول افضل وتطور من حياة الانسان. وهذا مايجعلهم خبراء في مجالاتهم ومطلعين بشكل عميق على كل تفاصيل العلم الذي بين ايديهم. هم لا يكتفون فقط بالتدريس، حيث ان الشق التعليمي هو احد المهام الموكلة لهم، ولكن عملهم الاهم هو البحث والاكتشاف وتقديم الحلول المبتكرة وفهم المجهول وتقديم المفيد. هذا بطبيعة الحال، يجعل الجامعات البحثية ذات اهمية اكبر من بقية انواع التعليم لمرحلة مابعد الثانوي، كون الجامعات البحثية لا تقدم المعرفة فقط، وانما كذلك يتم بين اروقتها اكتشاف الجديد والمفيد الذي يسهم في تحسين حياة الانسان للأفضل دائماً.