هل تخيلت يومًا أن يقوم الكمبيوتر بتأليف الكتب؟ او تقديم الافكار المبتكرة؟ او كتابة افضل التقارير؟ او رسم الصور كما يرسمها أشهر الرسامين على مستوى العالم وربما بشكل أفضل؟ او انتاج مقطع صوتي بأصوات وألحان او ايقاعات طبيعية وكأنها من انتاج البشر؟ وغيرها من الاعمال التي اصبح جهاز الكمبيوتر قادراً على القيام بها بشكل احترافي ودقيق جداً، بل قد تتفوق على الانسان احياناً؟
هذا كله لم يكن ان يخطر على عقل بشر قبل عدة عقود ليست بالبعيدة، ولكن هو اليوم واقع أصبحنا نعيشه ونشاهده ونتعامل معه، بل ونستخدمه.
حياكم الله في احدى فروع عالم الذكاء الاصطناعي [Artificial Intelligence – AI] وهو مايسمى بالذكاء الاصطناعي التوليدي [Generative AI]، وهو الفرع من الذكاء الاصطناعي الذي أحدثت ضجة كبيرة على مستوى العالم في الآونة الأخيرة خصوصاً في مجال الإبداع.
كوب القهوة جاهز؟ اذا لا، شد حيلك وجهز لك واحد، لأننا راح نحتاج تركيز جيد لقراءة كامل المقال.
مقال اليوم، راح يساعد في التخلص من أي لبس في فهم الذكاء الاصطناعي التوليدي [Generative AI]؟ وكيف يعمل؟ وماهي أهميته؟ ولماذا أصبح شيء الناس كلها من حولنا تتكلم عنه؟
ولكن لفهم الموضوع بشكل افضل، لابد نعرف في البداية ماهو معنى الذكاء الاصطناعي؟
أولاً: ما هو الذكاء الاصطناعي [Artificial Intelligence]؟
في الحقيقة، الجميع يسمع منذ عدة سنوات، بل منذ عدة عقود بمصطلح الذكاء الاصطناعي [Artificial Intelligence] وهو ما يختصره الجميع بحرفين فقط [AI] – أي آي. بمجرد حديثتك مع شخص ما وعندما يكون الموضوع حول الذكاء الاصطناعي ستجده يستخدم هذا المختصر خلال الحديث [AI]، وهو يقصد بكل تأكيد الذكاء الاصطناعي. ولكن البعض يسمع هذا المصطلح ولكن ليس لديه فهم جيد بالمعنى الحقيقي للذكاء الاصطناعي.
لنعرف الذكاء الاصطناعي بشكل جيد، دعونا نزور أحد قواميس اللغة لانجليزية، ولنأخذ على سبيل المثال قاموس لونقمان [Longman] والذي يعتبر أحد أشهر قواميس اللغة الانجليزية. يعرف هذا القاموس الذكاء الاصطناعي كالتالي:
Artificial Intelligence is the study of how to make computers do intelligent things that people can do, such as think and make decisions.
وهذا يعني باللغة العربية:
الذكاء الاصطناعي هو دراسة كيفية جعل الحواسيب تقوم بأشياء ذكية يستطيع الأشخاص [البشر] القيام بها، مثل التفكير واتخاذ القرارات.
اذاً يتضح من التعريف بأن الذكاء الاصطناعي هو قيام أجهزة الكمبيوتر بعمل يقوم به الانسان عادةً، ولكن هذا العمل يتطلب التمييز والتفكير واتخاذ القرار، وهذا هو سبب اطلاق كلمة ”ذكاء اصطناعي“ على هذا الفرع من فروع علم الحاسب الآلي، وذلك لأنه يحتاج تلك العوامل المهمة التي تم ذكرها من تمييز وتتفكير واتخاذ قرار. وعلى أي حال، في هذا المقال المختصر لن نتطرق لمختلف انواع الذكاء الاصطناعي وسنكتفي بالتركيز فقط على الذكاء الاصطناعي التوليدي [Generative AI].
ماهو الذكاء الاصطناعي التوليدي [Generative AI]؟
هذا الفرع من الذكاء الاصطناعي مختص بتوليد [تكوين] [Generate] محتوى جديد [New Content]، هذا المحتوى قد يكون على شكل نص [Texts]، او شكل صورة [Images]، او فيديو [Videos] او بيانات [Data] او اكواد برمجية [Codes] او رسمات ثلاثية الابعاد [3D Rendering] او اي محتوى آخر.
قد لا يفهم البعض المقصود بتوليد محتوى جديد، لذلك سأقوم بتبسيط الشرح وتوضيح ما المقصود تحديداً بكلمة ”توليدي [Generative]“. في الذكاء الاصطناعي التوليدي يقوم البرنامج بتوليد محتوى جديد [لم يكن موجود مسبقاً] للمستخدم بناءً على الأمر الذي قام المستخدم بكتابته للبرنامج. على سبيل المثال، قد يقوم المستخدم بكتابة الامر التالي للبرنامج ”اكتب ايميل موجه لقسم الموارد البشرية تطلب فيه اصدار ورقة تعريف“. حينها سيولد [يكتب] البرنامج محتوى ايميل جديد لقسم الموارد البشرية، وسيشمل المحتوى الذي تم توليده طلب المستخدم لورقة تعريف من قسم الموارد البشرية.
إليكم هذا المثال الفعلي الذي قمت بكتابته في برنامج تشات جي بي تي [ChatGPT] وهو احد اشهر برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي:
كان الأمر الذي قمت بكتابته لتشات جي بي [ChatGPT] هو التالي:
اكتب ايميل موجه لقسم الموارد البشرية تطلب فيه اصدار ورقة تعريف
وكان المحتوى الذي قام برنامج تشات جي بي تي [ChatGPT] بتوليده هو التالي:
الموضوع: طلب إصدار ورقة تعريف
السيد/السيدة [اسم مسؤول الموارد البشرية]،
تحية طيبة وبعد،
أتوجه إليكم بطلبي هذا باعتباركم المسؤول عن قسم الموارد البشرية في [اسم الشركة]. أرغب في الحصول على ورقة تعريف رسمية تثبت انتسابي للعمل لدى شركتنا الكريمة.
السبب وراء هذا الطلب هو [ذكر السبب، مثل: الحاجة إليها لغرض بنكي، تقديمها لسفارة في حالة تقديم طلب فيزا، إلخ]. أود أن تتضمن هذه الوثيقة المعلومات الأساسية مثل تاريخ بداية عملي، مسمى وظيفتي، وأي تفاصيل أخرى ترونها مناسبة ومفيدة للغرض المطلوب.
أدرك تماماً أهمية وضغوط العمل التي تواجهها الإدارة، ولكني أحتاج هذه الوثيقة في أقرب وقت ممكن. سيكون من دواعي سروري الامتثال لأي إجراءات مطلوبة من جانبي لتسهيل هذه العملية.
أشكركم مقدماً على تفهمكم وتعاونكم، وأنا في انتظار ردكم الكريم.
مع خالص الاحترام والتقدير،
[اسمك الكامل]
[المسمى الوظيفي]
[رقم الاتصال]
[البريد الإلكتروني]
أرأيت جمال النص الذي تم توليده؟ نص رائع وكأن كاتباً محترفاً قام بكتابته. ولعل هذا المثال يوضح بشكل جلي المعنى المقصود بكلمة توليدي [Generative]، وهو الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بتوليد محتوى جديد يناسب الأمر الذي قام المستخدمه بإعطاءه لجهاز الكمبيوتر.
لنأخذ مثال آخر على برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي، ولكن هذه المره سيكون حول الذكاء التوليدي الخاص بالصور وليس النصوص. سنستخدم برنامج يدعى ميدجيرني [Midjourney]، وهو أحد أشهر برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بالصور، والذي يستطيع تزويدك بأي صورة ممكن أن تتخيلها. كل ماعليك عمله فقط، هو كتابة وصف الصورة، وسيقوم بتوليد الصورة المطلوبة بمنتهى الروعة.
قمت بكتابة الامر التالي لبرنامج ميدجيرني:
a teacher standing in a classroom teaching mathematics to grade 3 students. You can see the whole classroom where students are sitting at their desks.
وكانت ترجمة الأمر للغة العربية كالتالي:
معلم يقف في الفصل الدراسي لتدريس الرياضيات لطلاب الصف الثالث. يمكنك رؤية الفصل الدراسي بأكمله حيث يجلس الطلاب على مقاعدهم الدراسية.
حينها قام برنامج ميدجيرني بتوليد الصورة التالية:
هذه الصورة في الواقع غير حقيقية، أي أنها لأشخاص غير حقيقين وغير موجودين على أرض الواقع، ولكن قام الذكاء الاصطناعي التوليدي بتوليد [برسم] هذه الصورة موضحاً هؤلاء الاشخاص [المعلمة والطلبة] بطريقة احترافية جداً وكأنها لأشخاص حقيقين تماماً.
في العادة، ولتوليد صورة من هذا النوع، انت تحتاج لكاميرا احترافية حتى تنتج صوراً بهذه الدقة، ولكن الذكاء الاصطناعي التوليدي اليوم قادر وبشكل ابداعي على توليد اجمل واروع الصور وفي ثواني معدودة فقط، فكل ماعليك هو اطلاق العنان لخيالك وكتابة الامر الذي يعكس ذلك الخيال لكي يصبح واقعاً من خلال برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي.
اليوم توجد العديد من برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي التي يمكنك استخدامها لتوليد أي محتوى تريده، كل ماعليك هو التعلم على كيفية كتابة الاوامر الصحيحة لكي تحصل على ماتريد.
كيف يعمل الذكاء التوليدي؟
بعد معرفة الفرق بين الذكاء الاصطناعي بشكل عام والذكاء الاصطناعي التوليدي وفهم المقصود بكلمة ”توليدي Generative“، دعونا ننتقل للحديث عن كيفية عمل الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكيف يمكن توليد محتوى جديد وابداعي يضاهي المحتوى الذي يكتبه او ينتجه الانسان او تنتجه افضل الالات والاجهزة سواءً أكان هذا المحتوى نص ام صورة ام فيديو أو غيرها من انواع المحتوى المتنوع.
سأكتفي بشرح الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال مثال على توليد المحتوى النصي [Texts Content]، ولن أتحدث عن كيفية توليد الصور والفيديوهات نظراً لمحدودية طول هذا المقال.
لنفترض ان شخصاً ما يريد من احد برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل برنامج التشات جي بي تي [ChatGPT] بأن يكتب قصة تجمع بين الاثارة والمغامرة، موجهة للاطفال اقل من عمر 15 سنة.
كيف سيقوم برنامج التشات جي بي تي [ChatGPT] بكتابة هذه القصة؟ كيف يمكن لجهاز آلي لا يعرف المشاعر ولا الأحاسيس بأن يكتب قصة فيها نوع من الاثارة والمغامرة تجذب القارئ وتشد انتباهه؟ هذا النوع من الكتابة لا يستطيع القيام به إلا الانسان وليس أي شخص، بل الانسان المتمرس في كتابة القصص من هذا النوع، حيث أن كتابة هذا النوع من القصص يحتاج معرفة كبيرة بمفردات اللغة والصياغة اللغوية وتركيب الجمل مع بعضها البعض وسياق الكلام وترابطه واختيار المفردات والجمل التي تعطي شعور الاثارة والمغامرة في ثنايا القصة.
ولكن استطاع الانسان ان يدرب الآلة ويعلمها على انتاج محتوى جيد، بل متميز، يمكن ان يضاهي المحتوى الذي ينتجه البشر. ولنفهم كيف يعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكن تقسيم عمله إلى أربع مراحل:
- المرحلة الأولى [قراءة الكثير من القصص والتعلم منها]:
أولاً، يجب عليك ان تعلم بأن الكمبيوتر لا يمكنه ان يتقدم خطوة واحدة للامام بدون تدريب وتعليمات من الانسان. لذلك في الذكاء التوليدي نحتاج ان ندرب البرنامج وذلك لكي يقوم بالعمل المطلوب منه. لنعد للموضوع كتابة القصة المثيرة والتي فيها مغامرة وإثارة. فكر في الذكاء الاصطناعي التوليدي كجهاز كمبيوتر ذكي جدًا يحب القراءة. يقرأ آلاف القصص – من الحكايات الخيالية إلى مغامرات الفضاء الخارجي. من خلال قراءة الكمبيوتر لذلك العدد الكبير جداً من القصص، يتعلم كيف تُكتب القصص، وماهي الصياغات المختلفة للقصص، وكيف يتم تركيب الجمل وماهو طول الجملة و ما الذي يجعل القصة مثيرة للاهتمام، وكيف تتصرف الشخصيات في القصة. هذا كله يتم تدريب البرنامج عليه. كمية البيانات التي يتم تدريب البرنامج عليها هي كمية ضخمة جداً تصل لملايين الصفحات او ربما عشرات او مئات الملايين من النصوص المكتوبة مسبقاً. - المرحلة الثانية [تذكر ودمج الأفكار]:
بعد قراءة العديد من القصص والتعلم منها والتدرب عليها، يصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل قاعدة بيانات ضخمة ومكتبة كبيرة مليئة بالأفكار، قام البرنامج بتصنيفها وفرزها ومعرفة كل مايتعلق بالصياغة القصصية وانواعها وغيرها من المعلومات المهمة الأخرى المرتبطة بالقصة. لذلك، عندما تطلب منه كتابة قصة، يأخذ أجزاء من مختلف القصص التي يعرفها مسبقاً، والتي سبق له ان قرأها وتدرب عليها، ولنفترض أن الموضوع كما ذكرنا سابقاً هو عن الاثارة والمغامرة، عندها يتذكر برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي ماهي الكلمات والمصطلحات المرتبطة بالاثارة والمغامرة، ويمزج هذه الأفكار جميعها مع بعضها البعض وتجهيزها للمرحلة الثالثة والتي تسمى مرحلة كتابة القصة كما سيتم شرحها في النقطة التالية. - المرحلة الثالثة [كتابة القصة]:
الآن، يبدأ الذكاء الاصطناعي التوليدي في كتابة القصة. يقرر كيف ستبدأ القصة، لأنه ومن خلال عملية التدريب التي مر بها في المرحلة الاولى قام بقراءة الالاف بل ملايين القصص ويعلم جدياً كيف تبدأ القصص ومالذي يجعلها مثيرة. ثم ينتقل لوسط القصة ومالذي يجب اضافته من كلمات وجمل، وأخيراً يحدد برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي كيف ستنتهي هذه القصة. سيقوم أيضاً بخلق شخصيات ويضيف لهم سمات وصفات تجعلهم مناسبين للقصة، مثل وجود شخصية تمثل قرصان او رجل شرير بمواصفات معينة تجعل من قراءة القصة متعه وفيها شد أنتباه حتى النهاية. كذلك، يفكر البرنامج في كل التفاصيل والكلام الذي سيحدث او يقال في القصة وربطه في الشخصيات المتعددة التي تدور القصة حولها. سيتم كتابة القصة كأجزاء متتالية، مع التأكد من أن كل جزء يتناسب مع الجزء الذي قبله وجميع تلك الاجزاء متناسقه مع الفكرة العامة للقصة. - المرحلة الرابعة والأخيرة [جعل القصة مثيرة للاهتمام]:
الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يقوم فقط بتجميع الكلمات معًا وصفها فقط؛ بل مايميزه هو خلق محتوى متماسك وجميل وذو معنى. لذلك سيقوم الذكاء الاصطناعي التوليدي بالرجوع للمكتبة الضخمة التي تدرب عليها وحفظها مسبقاً، وذلك لاختيار العبارات والجمل المناسبة لهدف القصة وسيقوم بالتأكد بأن روح المغامرة والاثارة تم اضافته للقصة وذلك ليجعلها ممتعة وجاذبة للقراءة. يعلم الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال كمية المعلومات والبيانات التي تدرب عليها مسبقاً بأن القصص الجيدة لها مفاجآت، وشخصيات مثيرة للاهتمام، ولحظات ممتعة. لذلك، يضيف هذه العناصر لضمان أن تكون القصة شيئًا ستستمتع بقراءته.
لتوضيح المراحل الاربع السابقة من عمل الذكاء الاصطناعي التوليدي، لنأخذ هذ المثال:
تخيل أنك طلبت من الذكاء الاصطناعي التوليدي كتابة قصة عن شخص تائه في الصحراء. سيفكر الذكاء الاصطناعي التوليدي أولاً في جميع القصص التي يعرفها عن الصحراء و كل مايتعلق بضياع الناس في الصحراء [المرحلة الأولى]. كما عرفنا في الأعلى، بأن برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي قامت بقراءة كمية كبيرة جداً من القصص والنصوص، وكل ذلك تم التدرب عليه وحفظه، لذلك سيقوم بعد ذلك بالربط بين كل ما يتعلق بالصحراء والضياع فيها [المرحلة الثانية]. ومن ثم، يبدأ البرنامج بكتابة قصة عن شخص قام بالسير او القيادة وسط الصحراء ويبدأ بسرد كيف ان الماء الذي بحوزته بدأ بالنفاذ او كيف ان السيارة التي يقودها تعطلت ولا يمكن اصلاحها [المرحلة الثالثة]، ثم يكمل بنفس هذا النسق حتى يختم القصة بمشاهد مثيرة تجعل القارئ يهتم لاكمال القراءة حتى النهاية. ستحتوي القصة على تفاصيل عن رحلة هذا الشخص، والتحديات التي واجهها، والشخصيات او الكائنات او الاشياء التي تعامل معها او شاهدها خلال القصة [المرحلة الرابعة].
إذًا، وبعد هذا الشرح التفصيلي، أصبحنا نعرف كيف يعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي [Generative AI]، حيث أنه يتعلم ويتدرب على كميات كبيرة من البيانات والمعلومات، ويمزج الأفكار المختلفة مع بعضها البعض، ثم يولد او يخلق محتوى جديد يناسب ماقام المستخدم بطلبه.
لماذا أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي مهم والجميع يريد استخدامه؟
الذكاء الاصطناعي التوليدي هو أداة سحرية للإبداع. يساعد الناس في التوصل إلى أفكار جديدة وخلاقه لم تكن في الحسبان أصلاً. إنه ليس توليد او تكوين لمحتوى غير مترابط او عشوائي، إنه توليد لمحتوى ابداعي مميز ومفهوم مترابط ويعكس ما تم طلبه تماماً. اليوم ومن خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي بإمكانك توليد محتوى مميز خلال عدة دقائق او ساعات، هذا المحتوى كان سيأخذ من الوقت عدة ايام او اسابيع او شهور بل عدة سنوات في العقود والسنوات الماضية.
لذلك يحرص العديد من الاشخاص اليوم على استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في انجاز العديد من الاعمال، ولكن يجب ان تكون مدركاً وبشكل تام لميزات وعيوب الاعتماد على هذه التقنية الرائعة جداً. فليس كل ما ينتجه الذكاء الاصطناعي التوليدي يكون صحيحاً، بل أحياناً يكون العكس تماما، فا بسبب سوء فهم البرنامج لطلبك او الامر الذي قمت بكتابته سيقوم بتوليد محتوى خاطئ مئة بالمئة. لذلك يجب على مستخدمي الذكاء الاصطناعي التوليدي التدقيق في المحتوى الذي تم توليده ومراجعة الكتب والمراجع الصحيحة للتأكد من ان ماتم توليده من محتوى صحيح ولا غبار عليه.
ايضاً، من احد عيوب الذكاء الاصطناعي التوليدي هو تمكين بعض الاشخاص من تقديم محتوى سواءً أكان نصي او على شكل صور او فيديوهات او غيره من المحتوى، يدعون فيه انه من انتاجهم وهو في الاصل من انتاج الذكاء الاصطناعي التوليدي. هذا النوع من العيوب يمكن اكتشافه بسهولة، وذلك من خلال اختبار مثل هؤلاء الناس بشكل مباشر وبدون وجود برامج ذكاء اصطناعي توليدي، وذلك لمقارنة ما يكتبونه او ينتجونه بأنفسهم بما تم تقديمه من كتابه او انتاج. أيضاً، توجد العديد من البرامج التي لديها المقدرة على معرفة ما اذا كانت بعض الاعمال تم كتابتها او انتاجها عن طريق الذكاء لاصطناعي التوليدي، وان كانت نتائجها احياناً غير دقيقة.
في اعتقادي الشخصي، بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو اداة مفيدة جداً وتسهل انجاز الاعمال بكفاءة عالية، ولكن لا يجب الاعتماد عليه مئة بالمئة، ولكن يتم الاستفادة من المحتوى الذي تقدمه هذه البرامج، ولكن يتم التعديل عليه والاضافة والحذف واعادة الصياغة وذلك لإعطاءه الطباع الخاص بك وروحك التي تتميز بها كإنسان وكشخص ينتج محتوى بارع.
وهذا النوع من التقنية في تطور مستمر وتحديث دائم، فإن لم تتعلم عليه اليوم، ستتخلف عن الركب وسيتسارع العالم بخطوات للامام، ستجعلك تقف حائراً في المستقبل وتسأل نفسك ”هل اصبحت معلوماتي قديمة؟ أم اني اصبحت اسكن في جزء معزول من العالم؟!!!“. لذلك، اركب موجة التطور، ولكن جدف بالاتجاه الذي يناسبك ويأخذك للمكان الذي تريده أنت.