يتردد في السنوات الأخيرة مصطلح التحول الرقمي ليس فقط بين المهتمين بتقنية المعلومات، بل ومسؤولي الوزارات والجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص. ولكن ماذا يعني هذا المصطلح وفيم تكمن أهميته؟

ذكر تقرير صادر عن شركة آي بي إم الأمريكية – وهي عملاق صناعة الأجهزة والبرمجيات في العالم – أن التحول الرقمي ليس المقصود به التحول من النظام الورقي إلى النظام الالكتروني فقط، أي إن الشركة أو الوزارة تصبح «بلا أوراق»، بل معنى التحول الرقمي يذهب إلى أبعد وأعمق من ذلك، وهو أن تستخدم الشركات والوزارات والجهات الحكومية «الأدوات التقنية الحديثة» لتقديم خدمات مبتكرة ومتميزة لعملائها تواكب عبرها متطلباتهم ورغباتهم. وهذا التحول سيؤدي بشكل أو بآخر إلى تغير سياسة هذه الشركات أو الجهات وثقافتها بشكل عام تجاه ما تقدمه من خدمات أو منتجات.

الشركات والجهات الحكومية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالبدء بالتحول الرقمي عاجلا غير آجل، وذلك للبقاء على قيد الحياة، حيث إن التسارع التقني في شتى مجالات الحياة لم يعد ينتظر الخطوات الخجولة التي تتخذها هذه الشركات والجهات من أجل اللحاق بركب التقنية والخدمات العصرية التي يحتاجها أو يتطلع إليها عملاؤها والمستفيدون منها. فطبيعة المستخدم قبل ثلاثة أو أربعة عقود تختلف تماما عن طبيعة المستخدم هذه الأيام وما يتمتع به الآن من تقنية وأجهزة ذكية، حيث يعتمد كثير منا حاليا على الجوال والأجهزة الالكترونية الذكية الأخرى في إنجاز عدد من المهام، بل والتسوق والترفيه ومتابعة الطقس والمناخ واتخاذ القرارات، وغيرها من الأنشطة والفعاليات التي لا حصر لها.

أما عندما نتحدث عن أهمية التحول الرقمي فإن تلبية احتياجات العملاء هي في أعلى قائمة أسباب الحاجة للتحول الرقمي، حيث إن طبيعة العصر الذي نعيش فيه وما للتقنية من دور فيه يجعلان بعض الخدمات أو المنتجات التي تقدم بشكل تقليدي عديمة الجدوى أو الفائدة، إما لبطئها أو تقادم عمرها أو عدم مناسبتها متطلبات العصر.

لتوضيح مدى أهمية التحول الرقمي في صعود أو هبوط الشركات لنأخذ مثالا بسيطا عن مدى تأثير تجاهل التحول الرقمي وعدم مواكبة احتياجات المستخدمين على مستقبل الشركات. شركة بلوك بوستر الأمريكية (Blockbuster) التي كانت في يوم من الأيام عملاق تأجير أفلام الفيديو في تسعينات القرن الماضي وبداية هذا القرن بامتلاكها أكثر من 9094 متجرا في الولايات المتحدة وخارجها تدر على الشركة مئات الملايين من الدولارات سنويا، تحولت إلى شركة أعلنت إفلاسها عام 2010، وذلك بسبب تجاهلها فكرة التحول لتقديم خدمة بث الأفلام عن طريق الانترنت التي تميزت بها شركة نت فليكس (Netflix) الأمريكية، وغيرها من شركات البث على الانترنت. فقد كانت بلوك بوستر تكتفي بتأجير أفلام الفيديو بشكل تقليدي، حيث يزور العميل المتجر ويختار ما يناسبه من أفلام الفيديو لاستئجارها ثم إعادتها بعد أيام للمتجر نفسه أو أي متجر بلوك بوستر آخر! هذه الطريقة لم تعد تلبي حاجات العملاء مع الانتشار الواسع للانترنت وتوجههم بشكل كبير لمشاهدة أفلام الفيديو على الانترنت من خلال جوالاتهم الشخصية أو كمبيوتراتهم المحمولة أو الشخصية أو حتى أجهزة التلفاز الذكية.

التحول الرقمي لا يخص فقط الشركات، بل كل الجهات الخدمية أيضا، سواء الحكومية منها أو الخاصة أو التي تقدم خدمات أو منتجات يستفيد منها العملاء، حيث إن هذا التحول يضمن تقديم نوع جديد وفعال من الخدمات يواكب ما يتطلع إليه ويحتاجه المستخدمون في هذا العصر.

  • هو استخدام الأدوات التقنية الحديثة لتقديم خدمات مبتكرة ومتميزة للعملاء
  • تلبية احتياجات العملاء في أعلى قائمة أسباب الحاجة للتحول الرقمي، لضرورة مواكبة متطلبات العصر
  • لا يخص الشركات فحسب، بل كل الجهات الخدمية الحكومية والخاصة وغيرها

أترك تعليق