يتردد على مسامع العديد منا منذ فترة عبارة «تقنية الجيل الخامس» أو ما يسمى بالـ (5G)، وكذلك الصراع القائم بين الولايات المتحدة والصين عليها. فما هي هذه التقنية؟ وما الذي جعل أكبر دولتين اقتصاديا على مستوى العالم تتعاركان سياسيا واقتصاديا من أجلها؟

تقنية الجيل الخامس امتداد لتقنيات خاصة بشبكة الهاتف الجوال، بدأت بتقنية الجيل الأول التي انتشرت بشكل واسع في تسعينات القرن الماضي مع تأسيس شبكات الهاتف الجوال في عدد من مدن العالم، حين تمكن المستخدمون من التواصل فيما بينهم عن طريق هواتفهم المحمولة، ومن ثم أتى الجيل الثاني الذي تمت من خلاله إضافة خدمة إرسال الرسائل النصية القصيرة (SMS) ورسائل الوسائط المتعددة (MMS)، ومن ثم الجيل الثالث الذي تمكن المستخدمون فيه من تصفح الانترنت للمرة الأولى عن طريق الهاتف الجوال، ولكن بسرعات منخفضة مقارنة بالجيل الرابع الذي شهد قفزات في سرعة تصفح الانترنت، إذ تمكن مستخدمو الانترنت من مشاهدة الأفلام والمباريات والبرامج التلفزيونية بشكل أفضل عن طريق ما يسمى البث المباشر أو live streaming كما يطلق عليه باللغة الإنجليزية.

ومع التطور الكبير الذي شهدته وتشهده التقنية دائما، وحِدة المنافسة بين شركات الاتصالات، ظهرت تنقية ما يعرف بالجيل الخامس (5G) التي ستوفر كما يقول مطورها معدل نقل بيانات أعلى بعشرين مرة (يختلف هذا الرقم من شركة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى) مما كان عليه الوضع في شبكات الجيل الرابع.

هذا يعني أن الملفات الضخمة سواء أكانت أفلاما أم برامج أو غيرها، والتي كان يستغرق تحميلها دقائق عدة في شبكات الجيل الرابع لن تأخذ إلا بضع ثوان في شبكات الجيل الخامس.

وإضافة للزيادة الكبيرة في معدل نقل البيانات، فإن الوقت اللازم لانتقال البيانات من جهاز إلى آخر على الانترنت وهو ما يعرف بالـ (Latency) الذي يقاس بجزء من الثانية (milliseconds)، سينخفض بشكل كبير بفضل تقنية الجيل الخامس، وهذا أمر في غاية الأهمية لمحبي الألعاب على الانترنت، إذ إن أي تأخير خلال وقت اللعب لأي لعبة على الانترنت سيفقدها قيمتها وأهميتها، وكذلك الأمر لتطبيقات عديدة ستكون فعالة ومنتشرة بشكل أكبر في المستقبل القريب كالسيارات ذاتية القيادة.

من عيوب هذه التقنية المدى القصير لتغطية شبكتها، ولكن سيجري التغلب على هذه المعضلة عن طريق تركيب عديد من نقاط الاتصال، خاصة في المناطق السكنية والمكاتب لتقوية إشارة الاتصال التي من الممكن أن تضعف بسبب كثرة المباني والحواجز التي تعوقها.

ويجب أن نعلم أن أغلب الأجهزة الحالية الموجودة في السوق لا تدعم الاتصال بتقنية الجيل الخامس، ولكن مع حلول العام المقبل ستصنع العديد من شركات أجهزة الجوال أجهزة لها القدرة على العمل بهذه التقنية المتطورة. أما سبب النزاع بين الولايات المتحدة والصين على هذه التقنية فنؤجله للمقال المقبل بإذن الله.

أترك تعليق