اصبحنا اليوم نتصفح المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل متكرر وعلى مدار الساعة، والاحصاءات التي تؤكد على ذلك عديدة وقد تتفاوت في الارقام ولكن اغلبها تشير إلى أرقام متقاربة. احدى تلك الاحصاءات والمنشورة في مقال بمجلة بي سي الامريكية العام الماضي، يذكر ان متوسط عدد المرات التي يتصفح فيها الموطن الامريكي لجواله يومياً هو 144 مره، وهذا يعني ان تصفح الجوال يحدث مره كل 10 دقائق. هذا طبعاً المتوسط – اي الاغلبية – اما الاشخاص المدمنين على الانترنت في اقصى اليمين فهؤلاء بكل تأكيد يتجاوزون ذلك الرقم بمراحل، لدرجة تجعلك تعتقد بأنهم قد يعانون من الإدمان الرقمي. اما الاشخاص في اقصى اليسار وهم المُقِلَّين من استخدام الانترت فهم الاقلية او ما يمكن تسميتهم باللغة الانجليزية الـ [Minority]، هذا النوع من مستخدمي الانترنت لا يتصفحون جوالاتهم إلا نادراً، وهم قلة في وقتنا الحاضر.
كل هذا التعلق بالانترنت وبما تحتويه على ماذا يدل …؟ بكل تأكيد يدل على اننا اصبحنا نتابع بشغف ”المحتوى“ الذي يتم تقديمه لنا وعرضه في الفضاء الرقمي والذي لايخرج عن ان يكون اما على شكل نص او صوت او صورة او فيديو. اغلب هذا المحتوى يتم الوصول إليه عن طريق محركات البحث [Search Engines]، والتي يعتبر محرك البحث قوقل هو أشهرها وأوسعها انتشاراً على الاطلاق، حيث يستخدم أكثر من 92% من الاشخاص محرك البحث قوقل. ولكن السؤال المهم الذي لابد من طرحه، كيف تصنف وترتب محركات البحث ومن ضمنها محرك البحث قوقل مانقوم بكتابته؟ ولماذا تظهر بعض المواقع او المنتجات او الخدمات او المعلومات في اعلى صفحات نتائج البحث والبعض الاخرى تظهر في صفحات متأخرة؟
في هذا المقال سأحاول ان اتحدث عن اهم الاستراتيجيات التي ستساعد على ابراز محتواك وما تكتب في صفحات موقعك الالكتروني او منصات التواصل الاجتماعيفي اعلى صفحات نتائج محركات البحث. لن أتحدث عن المحتوى الصوتي او الصور او الفيديو والاستراتيجبات الخاصة بها، وسأكتفي بالحديث عن أفضل الاستراتيجيات التي يفضَّل إتباعها عند كتابة المحتوى النصي [النصوص] على الانترنت. ولكن قبل الحديث عن هذه الاستراتيجيات، دعونا نطرح هذا التساؤل البسيط:
لماذا نهتم اصلاً في طريقة الكتابة على الانترنت …؟ ولماذا لا نعتبرها كتابة عادية [تقليدية] مثلها مثل الكتابة على الورق سواءً في الصحف او الكتب او المجلات الورقية او بقية انواع المنشورات الورقية المختلفة …؟
في الحقيقة، يعتبر إتقان فن الكتابة على الإنترنت أمرًا أساسيًا لأي شخص يسعى للتأثير في العالم الرقمي. سواء كنت كاتبًا مخضرمًا أو مبتدئًا في رحلتك الكتابية ام كنت تكتب لاغراض الدعاية والاعلان لأحد المواقع الالكترونية سواءً أكان موقعاً لجهة حكومية ام خاصة او حتى متجر، فإن فهم تفاصيل الكتابة على الإنترنت يمكن أن يعزز بشكل كبير من نجاحك وظهور ما تقوم بكتابته في نتائج محركات البحث التي تظهر للمستخدمين. ولأوضح لك أهمية فن الكتابة على الانترنت، سأعطيك المثال التالي:
لنفترض بأنك تود استئجار موقع مناسب لمحلك التجاري، حينها ستبحث عن موقع جيد من السهل على عملاءك ايجاده والوصول إليه. خلال رحلت بحثك عن الموقع المناسب، وجدت موقعين ولكن بمواصفات مختلفة. الموقع الاول يقع على اهم شارع رئيسي في المدينة التي تسكن فيها واكثرها ازدحاماً، وبسبب موقعه المميز سيكون آجاره مليون ريال، اما الموقع الثاني فهو موقع بنفس مساحة الموقع الاول تماماً ولكنه يقع في الحي الخلفي للموقع الاول وعلى شارع فرعي داخل الحي والازدحام على هذا الشارع ضعيف بل يكاد يكون معدوم أحياناً، آجار هذا الموقع [الموقع الثاني] سيكون 50 ألف ريال. السؤال المهم، لماذا هذا الفارق الكبير بين آجار الموقع الأول والبالغ مليون ريال والموقع الثاني البالغ 50 ألف ريال فقط؟! في الحقيقة، مالك العقار للموقع الاول لم يضع هذا السعر المرتفع عبثاً، بل وضعه لأن هذا الموقع سيكون من السهل على الجميع ايجاده ومشاهدته نظراً لمكانه المميز على الشارع الرئيسي وبالتالي سيشاهد محلك التجاري ربما ملايين البشر يومياً، اما الموقع الثاني والذي يقع على شارع فرعي داخل الحي لن يشاهده ويصل إليه إلا القليل من الناس يومياً وربما أهل الحي فقط، أي أن من يشتري منك اليوم قد لا يشتري منك لعدة أشهر قادمة، وهذا العامل بالطبع سيؤثر بشكل كبير جداً على مبيعاتك اليومية ان كنت تبيع المنتجات بالقطاعي تحديداً، وفي احيان كثيرة ينطبق هذا الحال حتى على محلات الجملة.
خذ هذا السيناريو الذي ذكرته لك للتو، وطبقه على الكتابة على الانترنت، اليوم ان كنت تكتب بطريقة ”تقليدية“ لا تهتم فيها لفن الكتابة على الانترنت وأصولها الصحيحة فتأكد انه لن يقرأ مقالك او اعلانك او محتواك إلا عدد من الاشخاص لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة او اصابع اليدين في افضل الاحوال، اضف عليهم العدد الآخر من الاشخاص الذين تقوم بإرسال محتواك او اعلانك او مقالك لهم إما على قروبات الواتس او عن طريق الايميل او منصات التواصل الاجتماعي، وهذا يعني محدودية انتشار ما تكتب او ما تريد ان تسوق له، اما ان كنت على دراية بكيفية الكتابة على الانترنت، فسيكون من السهل على محركات البحث [Search Engines] اكتشاف ماتكتب وترتيبه وتصنيفه حتى يظهر لكل من يبحث عن محتوى قد يتطابق او يتشابه مع محتواك.
بعد هذا التمهيد، دعونا نتحدث عن الاستراتجيات الستة لأصول الكتابة على الانترنت، وهي كالتالي:
- عليك بفهم آلية عمل محركات البحث [أبجديات عمل محركات البحث]:
هذا بالطبع لا يعني أن تكون خبيراً في عمل خوارزميات محركات البحث، والتي تقوم بجمع المعلومات من صفحات الاترنت المختلفة، ،فهذا الأمر ليس مطلوباً منك البتة إلا ان أردت ان تكون مطوراً ومبرمجاً في شركة قوقل! المقصود هنا لا يعني التعمق في فهم عمل تلك الخوارزميات، ولكن يجب عليك القراءة وتثقيف نفسك في الكتابة على الانترنت، ومعرفة لماذا بعض انواع الكتابة لا تعطيها مرحكات البحث أي اهمية، بينما بعض النصوص يسهل على محركات البحث ترتيبها وتصنيفها واعطائها اولوية في نتائج البحث وبالتالي يجدها المستخدمين بكل سهولة في اعلى نتائج البحث.يعالج محرك البحث قوقل أكثر من 3.5 مليار عملية بحث يوميًا، وهذا عدد ضخم جداً من المدخلات التي تَرِد له من المستخدمين، وهذا دليل على الدور الهائل الذي تلعبه محركات البحث ليس فقط في اكتشاف المحتوى بل ايضاً في تزويد المستخدمين بحاجتهم من المعلومات والمعرفة. كذلك، 95% من مستخدمي محركات البحث لا يتجاوزون الصفحة الاولى من نتائج البحث، وهذا يعني ان المواقع التي تأتي في الصفحة الثانية من نتائج البحث لا تحظى إلا بنسبة ضئيلة من المستخدمين وهذا يجعل زواها قليلون جداً. ظهور الموقع في الصفحة الاولى ام بالصفحة الثانية من البحث هو مشابه للمثال الذي قمت بشرحه في أعلى هذا المقال والخاص بالموقع الاول والموقع الثاني اللذان قمت بالوقوف عليها بغرض إستئجارها لبيع منتجاتك، الموقع الاول والذي يقع على الشارع الرئيسي في المدينة يشبه تماماً الصفحة الاولى لنتائج البحث والموقع الثاني يشبه الصفحة الثانية ومابعدها من الصفحات في نتائج محركات البحث. الصفحة الاولى من نتائج البحث سيشاهدها عدد كبير من مستخدمي محركات البحث قد يصلون احياناً إلى ملايين البشر يومياً، بينما الصفحة الثانية لن يشاهدها إلا عدد قليل جداً من المستخدمين.
وعلى كل حال، الأمية اليوم لم تعد محصورة في عدم القدرة على القراءة والكتابة، بل في عدم معرفة التعامل مع الادوات التقنية الحديثة. لذلك التعلم المستمر على مختلف التقنيات امر لا بد منه، خصوصاً إذا كنت تكتب محتوى تريد نشره على الانترنت. مواقع الانترنت المختلفة مليئة بشروحات بسيطة وللمبتدئين عن كيفية عمل محركات البحث وكيف تقرأ محركات البحث المحتوى الذي تقوم بكتابته. قم بزيارة تلك المواقع لتزويد نفسك بالمعلومات المطلوبة التي تساعدك في كتابة محتوى مناسب لمحركات البحث. اليوم يمكن ان تكتب محتوى يشاهده العالم أجمع، فإعلانك او مقالك وبسبب الكتابة الجيدة قد يظهر لشخص في مدينة كيب تاون في جنوب افريقيا او لشخص آخر يسكن في مدينة تقع وسط ثلوج سيبيريا، هذا كله يعتمد على ماذا تريد وأين تريد ان يصل صدى ما تكتب.
- استخدم الكلمات الاكثر شيوعاً بين مستخدمي محركات البحث [او ما تسمى بالكلمات المفتاحية – Keywords]:
في مفهوم محركات البحث يوجد نوع من الكلمات تسمى بالكلمات المفتاحية [Keywords]، ولكن ماذا تعني هذه الكلمات وماهي أهميتها؟ الكلمات المفتاحية هي الكلمات الاكثر شيوعاً بين مستخدمي محركات البحث، اي هي اكثر الكلمات التي يكتبها المستخدمين عند بحثهم عن معلومة ما في محرك البحث. على سبيل المثال، قد يلاحظ محرك البحث بأن عبارة مثل ”التعليم عن بعد“ تمت كتابتها اكثر من 100 ألف مره عند استخدام محرك البحث، سواءً لوحدها مثل ”التعليم عن بعد“ او من ضمن جمل طويلة ”فوائد وعيوب التعليم عن بعد“، حينها سيعتبر محرك البحث بأن هذه العبارة مهمة جداً وسيعطي المواقع الالكترونية التي تحتوي على هذه العبارة اولوية في الترتيب والتصنيف في صفحة نتائج البحث. لكن يجب الحذر بأن محركات البحث اصبحت ذكية بشكل كبير، حيث تقوم بمعاقبة المواقع الالكترونية التي تكثر من استخدام الكلمات المفتاحية في صحفاتها وهذا مايسمى بمشكلة حشو الكلمات المفتاحية [Keyword Stuffing].قد يسأل شخص ما ويقول لكن كيف لي أن أعرف ماهي اكثر الكلمات شيوعاً بين مستخدمي محركات البحث حتى استطيع اخذها في عين الاعتبار حينما اكتب على الانترنت. في الحقيقة، توجد العديد من الادوات التي تمكنك من معرفة اكثر العبارات والكلمات شيوعاً بين مستخدمي محركات البحث مثل أداة Google Keyword Planner والتي تقدمها شركة قوقل للمهتمين في موضوع التسويق الالكتروني، وذلك لأن من يعمل في مجال التسويق الرقمي لابد له من معرفة اكثر الكلمات شيوعاً واستخداماً لكي يستخدمها في أي حملة اعلانية او دعائية على الانترنت. ايضاً، يوفر موقع SEMrush خدمة معرفة الكلمات المفتاحية الاكثر شيوعاً. عموماً، هذه الادوات ليست الوحيدة الموجودة، لكنها الاشهر في هذا المجال.
استخدام الكلمات المفتاحية في عناوين مقالك او المحتوى الذي تكتبه يعطيها نسبة مشاهدة اكبر بمعدل 33% من المقالات او المحتوى الذي لا يشتمل على الكلمات ىالمفتاحية. لذا، ينصح بأن تكون على دراية بالكلمات المفتاحية الاكثر شيوعا بين مستخدمي الانترنت إذا اردت ان تساعد محركات البحث في نشر ما تكتب بين ملايين المستخدمين.
- ابتكر محتوى جذاب:
اليوم نواجه سيل هائل وجارف من المحتوى على الانترنت، لدرجة ان المختصين في التقنية أصبحوا يتحدثون عن ما يسمى بالارهاق الالكتروني بسبب كثرة المحتوى المعروض على شاشة الجوال. لمعرفة حقيقة ذلك، تغيب عن مواقع التواصل الاجتماعي لعدة ساعات ومن ثم قم بالعودة لها، للتتفاجئ بأطنان من المحتوى المتكدس في حساباتك على تلك المنصات، والذي ربما تحتاج لساعات طويلة لفرزه بيم مهم وغير مهم. إذاً، مالذي يجعل المستخدم اليوم يتوقف لقراءة ما تكتبه؟ تؤكد الاحصاءات المتعددة إلى قصر مدة انتباه مستخدمي الانترنت، حيث تشير احدى هذه الاحصاءات الى ان متوسط انتباه مستخدمي الانرنت هو 8 ثوان فقط! تخيل ان كل ماتملكه لجذب انتباه القارئ او المتابع لمحتواك هو 8 ثوان فقط؟ هذا يتطلب مجهود كبير في كتابة المحتوى وانتقاء افضل العبارات والكلمات التي من الممكن أن تساعد في لفت انتباه المتابع لينظر في كتابتك والتفكير في متابعة القراءة من عدمها.هذه الاستراتيجية بالتحديد تحتاج ان تتدرب عليها خصوصاً للكاتب المبتدئ، ولكن الكاتب المستمر بالكتابة دائماً والمتمرس لن يعاني كثيراً من ابتكار محتوى جذاب حتى وان كانت العملية مرهقه وتحتاج وقت. ايضاً، اضافة بعد الصور للمحتوى النصي سيساعد في جذب العديد من المتابعين للقراءة، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي. لذلك، اعرف جمهورك المستهدف بشكل جيد، وما هي العوامل التي تساعد في شد انتباه ذلك الجمهور.
- استخدم الهاشتاقات [Hashtags#] ورموز الاشارة [Mentions@] والروابط [Links] ذات العلاقة:
نشر ماتكتب على الانترنت لجمهورك المستهدف لم يعد بالأمر الصعب مع توفر الادوات والوسائل التي تساعدك على ذلك. جميع برامج التواصل الاجتماعي تزودك اليوم بطرق جميلة تساعدك في توسيع دائرة الاشخاص المستهدفين وربما غير المستهدفين كذلك. من اشهر هذه الوسائل هي ما تسمى بالاوسمة باللغة العربية والتي يعرفها اغلب الناس بالهاشتاقات [hashtags] ويرمز لها بـ ”#“ وضع الهاشتاق المناسب بين سطور كتابتك سيجعل النص الذي تكتبه يظهر لأي شخص يبحث تحت هذا الهاشتاق. فمثلاً لو قمت بكتابة نص معين، واضفت الهاشتاق [#ماجستير] بين ثنايا النص المكتوب، سيظهر ما كتبت لأي شخص قام بالبحث في هاشتاق #ماجستير، سواءً أكان هذا الشخص من جمهوك المستهدف أم لا.أيضاً، يوجد ما يسمى بالمنشن ويرمز له بالعلامة ”@“ في بعض وسائل التواصل الاجتماعي. يقوم البعض عند كتابته لمحتوى معين بذكر بعض الاشخاص في مقاله او كتابته عن طريق المنشن ”@“ وسيؤدي ذلك لظهور محتواك للشخص الذي قمت بذكره في كتابتك، عادةً، يتم ذكر مثل هؤلاء الاشخاص لعلاقتهم بالموضوع الذي تتحدث عنه.
علاوةً على ماتم ذكره تحت هذه النقطة، يفضل دائماً اضافة راوبط [Links] ذات علاقة بالموضوع الذي تتحدث عنه في نصك. الروابط الموثوقة تعطي كتابتك مصداقية أكثر، تجعل القارئ يطمئن بأنك شخص موثوق وتأخذ المعلومات من مصادرها الصحيحة. ولكن عليك الحذر من الربط مع المواقع الغير موثوقة لأنها ستجعل محرك البحث يعاقب موقعك الالكتروني نظراً لإرتباطك بمواقع مشبوهه او عديمة المصداقية، وبالتالي لن يظهر محتواك في نتائج البحث.
وسائل التواصل الاجتماعي يستخدمها اليوم أكثر من 4.5 مليار شخص على مستوى العالم، ومن خلال استخدامك لعلامات مثل ”#“ و ”@“ يمكن لما تكتبه الانتشار بشكل اكثر مما تتوقع وفي مختلف دول العالم. لذلك، استفد من هذه العلامات بالطريقة الصحيحة لتصل لأهدافك بنجاح.
- اكتب العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية بعناية:
يغفل كثير من الاشخاص عن الأهمية الكبيرة التي يلعبها العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية لمحتواك في اكتشاف محركات البحث لما تكتب. العديد من التجارب اثبتت حساسية محركات البحث لهذه العناوين، حيث تقوم خوارزميات محركات البحث بالمرور على العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية وتفحصها بشكل جيد، لترى مدى احتوائها على الكلمات المفتاحية و مدى مناسبتها لما يبحث عنه المستخدم.لأصور لك الفكرة بشكل أفضل، دعونا نفترض انك تريد شراء منزل يتكون من طابقين وحديقة امامية، ولكنك في نفس الوقت، تريد ان تقوم بالبحث عن هذا المنزل بنفسك. ستقوم حينها بأخذ جولة داخل الاحياء التي تريد السكن فيها والبحث عن المنزل المراد داخل تلك الاحياء. خلال قيادتك للسيارة داخل الحي، لن تقف عند أي منزل لا يتكون من طابقين وحديقة امامية، وهذا ما سيجعل عملية تصنيف المنازل تتم بسرعة كبيرة في عقلك خلال مرورك من امام هذه المنازل بسيارتك. اما المنزل الذي توجد فيه المواصفات المطلوبة، ستتوقف مباشرةً عنده ومن ثم ستقوم بالنظر في باقي المواصفات الداخلية للمنزل، ولكن في السبب الرئيسي الذي جعلك تقف امام هذا المنزل بالذات هو كونه توفرت فيه الشروط المبدئية التي كنت تبحث عنها [منزل من طابقين وحديقة أمامية]. هذا المثال مشابهة لموضوع العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية في محتواك، محركات البحث ستقوم بفحص هذه العناوين بعناية وتحدد ما إذا كانت ذات علاقة بما يبحث عنه المستخدم، ومن ثم يتم النظر في بقية النص المرافق لتلك العناوين. لذلك تأكد جيداً من كل كلمة تكتبها في العنوان الرئيسي خصوصاً وبقية العناوين الفرعية الأخرى، ومناسبتها للموضوع الذي تتحدث عنه وانها تحتوي على الكلمات المفتاحية ذات العلاقة.
- اختر الاوقات المناسبة للنشر:
احياناً قد يكون وقت النشر مؤثر جداً في انتشار ما تريد الحديث عنه او التسويق له. خصوصاً عندما تكتب بهدف الاعلان عن منتج جديد او خدمة او مناسبة تخص الجهة التي تعمل لها. فالنشر في أوقات الذروة يساعد في التفاعل مع ما تكتب بشكل أفضل. اذا كان جمهورك المستفيد ينشط على سبيل المثال بين الساعة 8م والساعة 12 صباحاً، فما الفائدة من نشر محتواك الساعة 1 ظهراً؟ هذا بكل تأكيد سيؤدي ليس فقط لعدم ظهور محتواك في نتائج البحث بل أيضاً إلى اضعاف تفاعلك جمهورك مع محتواك بشكل كبير جداً.واذا كنت تعمل في مجال التسويق الرقمي، قد يكون هذا العامل هو احد اهم العوامل المسببة لضعف التفاعل من قبل جمهورك المستهدف مع متحواك. لذا، اعرف ماهي الاوقات المناسبة للنشر وأدرس ذلك بعناية، فلكل محتوى ولكل فئة مستهدفة اوقاتها المناسبة للنشر.
هذه ست من الاستراتيجيات الهامة التي ستساعدك في نشر محتواك بشكل افضل للفئات المستهدفة، ولكن بالطبع ليست هي الاستراتيجيات الوحيدة. ولتصل لأكبر عدد من الجهمور المستهدف تابع بشكل مستمر كل التطورات في هذا المجال فهي دائماً ما تتغير مع ظهور بعض التقنيات والادوات الحديثة.