مع بدء الانطلاق الرسمي لتطبيق ثريدز [Threads] في يوم 6 من هذا الشهر (يوليو) من شركة فيس بوك، وتسارع التسجيل فيه بشكل كبير خلال الفترة الماضية، بدأت الناس تتساءل: هل سينهي تطبيق ثريدز تطبيق تويتر؟
في الحقيقة من الصعب توقع ما إذا كان تطبيق ثريدز سينهي سيطرة تطبيق تويتر على عالم ما يسمى بالــ [Microblogging] أو ما يعرف بتطبيقات التدوينات الصغيرة، ولكن توجد مؤشرات حقيقية هذه المرة لاحتمالية نجاح لهذا التطبيق الوليد لشركة فيس بوك وسحبه للبساط من تحت تطبيق تويتر، وهي كالتالي :
1. لا يحتاج المشاهير والمؤثرون للبدء من الصفر.
يتخوف كثير من المشاهير والمؤثرين [والذين يتابعهم ملايين البشر] حين الإعلان عن أي منصة جديدة، حيث إن الانتقال من منصة لأخرى قد يؤدي لخسارتهم لمتابعيهم والذين تقدر أعدادهم بالملايين أحيانا.
هؤلاء المشاهير والمؤثرون لا يمكن أن يقوموا بأي خطوة قد تفقدهم نجوميتهم وشهرتهم التي توفر لهم دخلا ماديا كبيرا.
ولكن بما أن تطبيق ثريدز مربوط بتطبيق إنستقرام، حيث إن تطبيق ثريدز وإنستقرام جميعهما تعود ملكيتهما لشركة فيسبوك، فإنه بإمكان كل مستخدم جلب كافة متابعيه من برنامج الإنستقرام كما هم وبنفس الأعداد ليصبحوا هم نفس متابعيه على منصة ثريدز.
على سبيل المثال، إذا كان عدد متابعي الشخص 20 مليونا على منصة إنستقرام، فإن المستخدم سيتمكن من جلبهم جميعا لمنصة ثريدز بدون أي تعب أو عناء، وذلك بمجرد إنشائه لحساب جديد في تطبيق ثريدز والمربوط تلقائيا بتطبيق الإنستقرام.
2. واجهة [Interface]، تطبيق ثريدز تشابه بشكل كبير واجهة تطبيق تويتر وتعطي نفس الخيارات التي يعطيها تويتر من تفضيل وإعادة إرسال وغيرها من الوظائف الهامة.
أي أن المستخدمين لتطبيق تويتر لن يفقدوا السلاسة والإحساس الذي تعودوا عليه في تويتر عند انتقالهم لتطبيق ثريدز.
وعامل سلالة البرنامج وسهولة الاستخدام هو أمر في غاية الأهمية، حيث تخرج لنا عدة تطبيقات سنويا في كافة المجالات ولكن تفشل معظمها بسبب ما يسمى تجربة المستخدم User Experience وهي أحد أهم عوامل النجاح لأي برنامج وتطبيق.
وفي هذا الشأن، أذكر بأن دكتور البرمجيات في الجامعة خلال مرحلة الدكتوراه، كان يردد علينا أهمية واجهة المستخدم في نجاح أي تطبيق، وذكر حينها بأن أي تطبيق – وخصوصا تطبيقات التواصل الاجتماعي – الذي لن تتمكن جدتك من استخدامه بدون أن تسألك لن يكتب له النجاح، حيث إن استخدامها للتطبيق بدون أن تحتاج أن تسأل أحدا عن كيفية استخدامه هو عامل النجاح المهم.
3. شركات كبرى وخدمات مهمة ومشاهير كثر قاموا بإنشاء حسابات لهم في تطبيق ثريدز، وهذا يجعل التطبيق جهة جاذبة للبقية، ومنافسا محتملا لتويتر.
في اليوم الأول فقط من انطلاق تطبيق ثريدز، قام 30 مليون مستخدم بالتسجيل في التطبيق.
والرقم في تزايد مستمر، والإحصاءات تشير إلى وصول المسجلين في ثريدز إلى أكثر من 70 مليون شخص حتى هذه اللحظة، أي خلال أقل من 4 أيام على انطلاق التطبيق.
ولا ننسى أن عدد مستخدمي تطبيق إنستقرام في العالم هو 2.5 مليار شخص، وهو عدد هائل جدا من المستخدمين، ويمكن لتطبيق ثريدز من عمل إعلانات ومحفزات لجذب تلك الأعداد المليونية الضخمة لمنصة ثريدز، وهذا ما يميز شركة فيس بوك عن غيرها من المنافسين وهي وجود قاعدة بيانات ضخمة جدا من المستخدمين، ما يعني انتشار أوسع لتطبيقاتها في العالم.
4. نسبة 87% من مستخدمي تويتر هم أيضا مستخدمون لتطبيق إنستقرام، أي أن أغلبية من لديهم حسابات على تويتر لديهم كذلك حسابات على إنستقرام، وهؤلاء جميعهم لديهم خبرة في تطبيقات شركة فيس بوك، وهذا ما يجعل ثقتهم نوعا ما في تطبيق ثريدز عالية، وربما يكون عاملا مشجعا لهم في الانتقال لمنصة ثريدز.
5. تغييرات إلون موسك الأخيرة والتي تنطلق من الربح المادي، منطقية في أغلب دول العالم، ولكنها أزعجت العديد من المستخدمين، ولذلك سارعت شركات التقنية الأخرى في الاستفادة من هذه التغييرات المزعجة لبعض المستخدمين في محاولة منهم لإيجاد منصة لا تتشدد في الموضوع المالي، وإن كان الجميع يتربح من جمع معلومات المستخدمين والإعلانات.
أيضا لا يخفي العديد من التقنيين في العالم انزعاجهم من تصرفات إلون موسك وطريقته في التعامل، وهذا ما يجعلهم حريصين على استغلال أي ثغرة من الممكن أن يستفاد منها وذلك لإضعاف تويتر بشكل عام وإلون موسك بشكل خاص.
لكن يبقى التنبؤ بمصير تويتر معقدا نوعا ما حتى وإن كانت هناك بعض المؤشرات على أرض الواقع تعطي إشارات إيجابية لصالح تطبيق ثريدز، فربما بعد عدة أشهر أو خلال سنوات قليلة نصبح جميعا مستخدمين لتطبيق ثريدز ويصبح تويتر من الماضي، وربما العكس ونشهد وأد تطبيق ثريدز في مهده.
وفي كل الأحوال، إن لم تقم بالتسجيل في تطبيق ثريدز، سجل واحفظ لك في هذا التطبيق الناشئ حسابا فربما لا تجد حسابا مناسبا ومرضيا لك في المستقبل القريب عندما تتزاحم الحسابات في منصة ثريدز.
وعلم الغيب عند الله أولا وأخرا.